تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(أعوذ برضاك من سخطك) متى يقال في الوتر؟ بحيثٌ صغير يقبل التعقيب

ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[21 - 08 - 08, 04:58 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:

فهذا بُحيثٌ صغير في قوله عليه الصلاة والسلام (اللهمَّ اعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبتكَ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أحْصِي ثَنَاءً عَلَيكَ، أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفسِكَ)

متى يقال؟

وذلك نظراً لقرب رمضان ولتعلقه بالوتر.

وليس لي فيه إلا الجمع فقط والله المستعان.

• كان الذي شدني للبحث في المسألة قول أخينا وشيخنا الفاضل ابن وهب حفظه الله:

تنبيه:

وممن وقع في الخطأ الشيخ العلامة بكر أبو زيد - حفظه الله

حيث ذكر الدعاء ضمن دعاء القنوت

فذكر - وفقه الله

(وهنا يحسن بيان الدعاء المشروع في ((قنوت الوتر))

بضوابطه الشرعية وهي

وعن أَمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره:

((اللهم إِنَّا نعوذ برضاك من سخطك, وبعفوك من عقوبتك, وبك منك, لاَ نُحْصي ثَنَاءً عليك, أَنت كما أَثنيت على نفسك)).

ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم في آخر قنوت الوتر, منهم: أُبي ابن كعب, ومعاذ الأنصاري رضي الله عنهما)

انتهى

وهذا الدعاء في آخر الوتر إما عقب السلام كما جاء في رواية مفسرة عند النسائي

وإما في السجود كما جاء في روايات أخرى

و كثير الشراح على كونها بعد السلام

ويدل على ذلك قوله (آخر وتره)

وقد ورد حديث سبحان الملك القدوس بذات الحرف

وفيه آخر وتره

فتبين أن هذا الدعاء هو عقب السلام على الأرجح

لا في دعاء القنوت

فظن أن هذا الدعاء مما يختم به في القنوت هو ظن خاطىء

والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى على نبينا محمد وعلى آله وسلم

ومن أراد أن يتأكد فلينظر في تبويب الأئمة ابن أبي شيبة والنسائي في الكبير

وغير ذلك

أما في الكتب المختصرة فيقع الاختصار وذكره ضمن الدعاء

وممن وقع في الخطأ الامام الجليل ابن قدامة - رحمه الله في المغني فيما أذكر

فقد استدل به على دوام دعاء القنوت

قد وقع في هذا الخطأ علماء أجلاء

وهو اجتهاد منهم

إلا أن الأصح - والله أعلم

أن لا علاقة لهذا الدعاء بدعاء القنوت فليعلم

** هنا موضعان لقول: (اللهمَّ اعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبتكَ، وَاعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا احْصِي ثَنَاءً عَلَيكَ، انْتَ كَمَا اثْنَيْتَ عَلَى نَفسِكَ)

الأول: لا خلاف فيه: في السجود.

ودليله حديث عائشة رضي الله عنها قالت:

فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَمَسْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ وَقَدَمَاهُ مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.

رواه مسلم وأبو داود – واللفظ له - وغيرهم كثير.


** الموضع الثاني: يحتمل موضعين

أ) في دعاء قنوت الوتر

ب) بعد السلام من الوتر أو قبل السلام.
والوارد حديثان:

الأول:

حديث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سُخْطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.

رواه جمع من اهل السنن والمسانيد كلهم من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ عن علي رضي الله عنه.
وإليك تبويب الأئمة رحمهم الله:

أبوداود (بَاب الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ)

الترمذي (بَابٌ فِي دُعَاءِ الْوِتْرِ)

النسائي في الكبرى (ما يقول في آخر وتره)
وفي الصغرى (بَاب الدُّعَاءِ فِي الْوِتْرِ) وذكر في الباب أيضاً حديث الحسن رضي الله عنه (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير