[هل تقصد التعب في العبادة أفضل أم الراحة ?]
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - 08 - 08, 11:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن البعض يتقصد المشقة في العبادة ظنا منه أن الأجر على قدر المشقة، ولكن هذا ليس
على كل حال؛ فالمسألة فيها تفصيل وإليك بيانه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
«ومما ينبغي أن يعرف أن الله ليس رضاه أو محبته في مجرد عذاب النفس وحملها على المشاق حتى يكون العمل كلما كان أشق كان أفضل، كما يحسب كثير من الجهال أن الأجر على قدر المشقة في كل شيء؛ لا ولكن الأجر على قدر منفعة العمل ومصلحته وفائدته، وعلى قدر طاعته أمر الله ورسوله؛ فأي العملين كان أحسن وصاحبه أطوع وأتبع كان أفضل؛ فإن الأعمال لا تتفاضل بالكثرة وإنما تتفاضل بما يحصل في القلوب حال العمل»
وقال الشاطبي- رحمه الله -:
«ليس للمكلف أن يقصد المشقة في التكليف نظراً إلى عظم أجرها؛ فإن المقاصد معتبرة في التصرفات فلا يصلح منها إلا ما وافق الشارع. فإذا كان قصد المكلف إيقاع المشقة فقد خالف قصد الشارع من حيث إن الشارع لا يقصد بالتكليف نفس المشقة، وكل قصد يخالف قصد الشارع باطل، فالقصد إلى المشقة باطل، فهو إذن من قبيل ما ينهى عنه، وما ينهى عنه لا ثواب فيه بل فيه الإثم إن ارتفع النهي عنه إلى درجة التحريم، فطلب الأجر بقصد الدخول في المشقة: قصد مناقض»
وقال العز بن عبد السلام- رحمه الله -:
«قد علمنا من موارد الشرع ومصادره أن مطلوب الشرع إنما هو مصالح العباد في دينهم ودنياهم، وليست المشقة مصلحة، بل الأمر بما يستلزم المشقة بمثابة أمر الطبيب المريض باستعمال الدواء المرّ البشع، فإنه ليس غرضه إلا الشفاء»
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
تقصد التعب في العبادة قد لا يكون فيه أجر، لكن إذا كانت العبادة لا تأتي إلا بالتعب
كانت أفضل، وهذه مسألة ينبغي للإنسان أن ينتبه لها، وهي: هل تقصد التعب في العبادة
أفضل أم الراحة؟
الجواب: الراحة أفضل، لكن لو كانت العبادة لا تأتي إلا بالتعب كانت المشقة والتعب أفضل فيها أجر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرفع به الدرجات ويكفر به الخطايا:
((إسباغ الوضوء على المكاره)) ولكن لا نقول للإنسان إذا كان يمكنك أن تسخن الماء، فالأفضل أن تذهب إلى الماء البارد وتتوضأ لا نقول هذا ما دام يسر الله عليك، فيسر على نفسك. أهـ
بارك الله في الجميع