تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهل ضمنوا ألا يكون في صورهم المخرجة إخراجاً إعلامياً فتنة لمن يشاهدها؟ وأين هم من هذه الأحاديث الصحيحة الصريحة التي تحرم التصوير؟ وهل فيما تكلفوه من تأويل لهذه الأحاديث حتى أباحوا أنواعاً من التصوير حجة قاطعة؟ وأي الداعية القدوة من الورع والحيطة عند مواجهة مثل هذه النصوص وتكلف تأويلها؟

إن الأمة الإسلامية لو أنها وقفت من نصوص الكتاب والسنة موقف التسليم والإذعان، من غير تأويل ولا تعطيل، مع اليقين بما وراءها من حكمة، لا تحدها الأزمان، ولا تحصرها الأذهان، لكانت اليوم أقوى الأمم، وأعز الأمم، ولما جرفتها ثقافات الأمم الكافرة بتياراتها المنحرفة مهما عتت هذه التيارات واشتدت. ولسلمت من شرور كثيرة، ولما غرقت مراكب

الفضيلة والعزة والتوحيد، في هذه التيارات، بعد أن مخرت بها الأمة عباب التاريخ، وسادت بها أرجاء العالم.

إن الضعف عن اخذ النصوص الشرعية من الكتاب والسنة على ظاهرها، وعن التسليم بمدلولاتها الظاهرة، واللجوء إلى تأويلها أو تعطيلها أو الترخص فيها، قد جر على الأمة الإسلامية من الويلات تلو الويلات على مر العصور الإسلامية، وأشاع بينها الفرقة والاختلاف، وأدخل الضعف والوهن في عقائد المسلمين، حتى بات النص الصريح من الكتاب والسنة يؤخذ على حذر، و لا يتلقى عن الله تعالى إن كان قرآناً، ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم إن كان سنة، إلا بعد عرضه على أفهام المؤولة وأقوالهم. وهنا تتشعب السبل، وتكثر التأويلات، وتتعدد الأفهام، وتظهر الفرق والطوائف والأحزاب.

وما ذلك إلا للضعف عن التسليم بالدلالة الظاهرة للنصوص الشرعية، وهو ما سلم منه الصحابة رضوان الله عليهم سلامة تامة خصوصاً في أصول الاعتقاد، إذ كان أخذهم للنصوص الشرعية على وجه التسليم والإذعان من غير تردد في القبول، ولا تكلف للتأويل، ولا بحث عن الترخص، و لا تفتيش عن العلة، وهو ما ابتلي به من بعدهم، بسبب الضعف عن الأخذ بقوة، والتردد في التسليم والإذعان، والتكلف في البحث عن علل النصوص ومآلاتها.

ومسألة التصوير لما فيه روح واحدة من المسائل التي كان لعدم التسليم والإذعان للنصوص الواردة فيها، والتكلف في تأويل مدلولاتها، أثره الخطير في بروز هذه الفتنة، وشيوعها بين المسلمين، والتسليم للثقافة الأجنبية التي روجت لها، والاستسلام لآثارها الخطيرة على العقيدة والأخلاق والمعتقدات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

فهل نعي حقائق هذا الدين؟ وهل نقف عند أوامره ونواهيه؟ لنستضيء بأنوار حكمته، وننهل من موارد رحمته؟!

اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

وكتبه

أبو حامد الغامدي

ـ[إبراهيم توفيق]ــــــــ[27 - 08 - 08, 03:28 م]ـ

للرفع

ـ[إبراهيم توفيق]ــــــــ[30 - 08 - 08, 12:50 ص]ـ

للرفع مرة ثانية

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير