تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واستدل ابو حنيفة في رواية، وعطاء وطاوس بأن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم يحمل على السنية والندب، اذ لا دلالة للفعل المجرد على الوجوب، اضافة الى ان في ذلك رفع الحرج والتيسير على الناس الذي اكد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث سئل في ايام منى عدة أسئلة فقال فيها (لا حرج) كما سبق. واستدلوا كذلك بالقياس على الرمي في يوم النحر بجامع ان كل هذه الايام الاربعة يوم نحر، ورمي في الجملة، ومن جانب آخر فإنه لا يوجد نص صريح على منع الرمي فيها قبل الزوال، ومن المعلوم ان الواجب لا يثبت الا بدليل صريح بل يؤكد هذا المعنى الأدلة السابقة.


ثانيا: مدى جواز الرمي قبل الزوال في أيام التشريق الثلاثة:

تبين لنا مما سبق ان المسألة ليست مسألة قطعية مجمعا عليها بين الفقهاء، وانما الخلاف فيها خلاف معتبر بين جمهور الفقهاء، وجماعة من الفقهاء الكبار، هكذا عبر الفقهاء عن هذا الخلاف ولم ينفوا هذا الخلاف مما يدل على قوته واعتباره، قال ابن رشد: (واختلفوا اذا رماها قبل الزوال في ايام التشريق، فقال جمهور العلماء: من رماها قبل الزوال اعاد رميها بعد الزوال، وروى عن ابي جعفر محمد بن علي انه قال: رمي الجمار من طول الشمس الى غروبها) ويقول الزركشي الحنبلي: (وشرط صحة الرمي في الجميع ان يكون بعد الزوال على المشهور، والمختار للأصحاب من الروايتين).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير