تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أمَّا القصص والحوادث المتعلقة بهذا الأمر فمؤلمة ومحزنة جداً، ولولا خشية الإطالة لأوردت طرفاً منها، ومن القلق والإزعاج الذي تسببه هذه المكبرات الخارجية، لكن الناس ولعوامل روحية، وللمكانة التي يحتلها المسجد في قلوبهم قد لا يبوحون بهذا الأمر، لكن الحق أحق أن يتبع، والخطأ يناقش ويصحح بما يتوافق مع ما شرعه الله U .

الخاتمة

يتعين على المسلم أن يصحح نيته وأن يسعى في ابتغاء مرضاة الله، فكل مسجد أسس لغير نية صالحة، بل ببواعث أخرى هو مسجد لا خير فيه، ولا بركة ترجى من ورائه فيجب على أهل الإيمان أن يتخذوا موقفاً من هذا البنيان الذي أسس على غير تقوى من الله ورضوان، كما وقف النبي r من (مسجد الضرار) المعروف والذي ذكره لله تعالى في القرآن، وشدد النكير على مؤسسيه.

كما أنه يتعين على المسلم أن يترك ما تعوده وألفه، أو وجد عمل آبائه أو الناس عليه إذا كان مخالفاً لشرع الله، فإن الله U قد أخبر عن المشركين أن حجتهم في مخالفة الرسل وعدم اتباع ما جاءوا به من الحق أنهم قالوا:] إنَّا وجدنا آبائنا على أمة وإنَّا على آثارهم مقتدون [الزخرف (23).

وقال سبحانه وتعالى:] وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون [البقرة (170).

فالواجب تقديم أمر الله ورسوله r على الهوى والنفس، كما قال سبحانه وتعالى:] وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم [الأحزاب (36).

فالأصلح والأنفع لنا ما شرعه الله فإنه سبحانه حكيم عليم.

فإيَّاك أخي من التكبر عن قبول الحق والامتناع عنه، فإن الكبر بطر الحق، ومن أبى قبول الحق تعاظماً عليه فهو متكبر، وجزاء المتكبرين أن يحشروا أمثال الذر في صور الرجال فيغشاهم الذل من كل مكان، وقد قال r " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " رواه البخاري، فجانب الهوى والتعصب فقد قيل: (إذا اشتبه على العاقل أمران اجتنب أقربهما من هواه).

وختاماً أرجو ممن يطلع على هذه الرسالة أن لا يتوانى بتوجيه أو إرشاد أو بيان خطأ، فالخطأ من طبع البشر إلاّ من عصم الله، وأتوب إلى الله وأستغفره من كل خطأ وزلل، ولا يفوتني أخيراً أن أشكر من كان سبباً في إخراج هذه الرسالة وأشار عليَّ بكتابتها، فالدال على الخير كفاعله.

وللاستزادة في هذا الموضوع وغيره من المواضيع المتعلقة بالمساجد فيراجع:

1 - بدع القرَّاء القديمة والمعاصرة للشيخ / بكر بن عبد الله أبو زيد.

2 - رسالة في حكم استخدام مكبرات الصوت للشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن السليماني وقد استفدت منها كثيراً في هذا الموضوع.

3 - الشامل في فقه الخطيب والخطبة للشيخ / سعود بن إبراهيم الشريم.

4 - الضوابط الشرعية لبناء المساجد للدكتور / يوسف القرضاوي.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

كتبه / سيف بن مريع بن حسن

الإثنين 21/ 06/1427هـ


(1) بل وصل الأمر – كما أخبرني أحد الثقات – أنه في حي من الأحياء أصبح هناك تنافس بين أئمة المساجد حول قوة أجهزة المكبرات، بحيث يحاول كل إمام جعل الأجهزة الخاصة بالمسجد الذي يؤمه أعلى وأقوى من المساجد الأخرى!! بل قد يصل الأمر إلى تغيير دوري لهذه الأجهزة كل سنة أو سنتين، وهو الأمر الذي تصرف عليه الأموال الطائلة، والتي قد تصل إلى عشرات الآلاف من الريالات؛ فيكون هذا – ولا ريب – من أخذ أموال الناس بالباطل، والله المستعان.

(1) وإنما اقتصرنا على الأذان فقط لورود النصوص الصريحة الصحيحة في فضل رفع الصوت بالأذان، وللاستزادة انظر سنن أبي داود: كتاب الصلاة، باب: رفع الصوت بالأذان، وباب: الأذان فوق المنارة.

(1) وقد حصل أن بعض الأطفال ليفزع من شدة هذا الصوت ويجعلهم يستيقظون من النوم فزعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

(2) حيث تذكر بعض النساء أنهن لا يقدرن على أداء الصلاة في البيوت في وقتها الواجب الموسع الاختياري، وذلك بسبب التشويش الذي يحصل من جراء إخراج الإمام قراءته عبر المكبرات الخارجية، فمن حقهن أن يصلين في أي وقت يردن الصلاة فيها خلال وقت الصلاة الشرعي، ومنعهن من خلال قراءة الإمام الخارجية فيه هدر لهذا الحق الشرعي.

(1) وإنما قلت (في غير الأذان). لأن الأصل فيه الإعلام والإعلان، كما مر معك.

(1) ثم إن الأصل في الإنسان المسلم أنه إذا سمع الأذان أن يبادر إلى الصلاة، ويترك ما لديه من عمل يشغله عنها. كما في قوله تعالى] يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون [وقوله تعالى] في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال % رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار [.

فمن لم يبادر إلى المسجد حال سماع الأذان أو الإقامة فهو مقصر ولا يلتفت إليه ولا إلى تقصيره.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير