تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خيار، وقالوا والله لا نقيلك ولا نستقيلك، فلما تم العقد وسلموا المبيع قيل له مذ صارت نفوسكم وأموالكم لنا رددناها عليكم أوفر ما كانت وأضعافها معًا، وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، إذا غرست شجرة المحبة في القلب، وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب أثمرت أنواع الثمار وآتت أكلها كل حين بإذن ربها، أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى لا يزال سعي المحب صاعدًا إلى حبيبه لا يحجبه دونه شيء،إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ).

وثمة بعض الأشياء التي يجب علمها كي تتبع على بصيرة، وكي تحقق صحيح الاتباع:

الاتباع الصحيح للنبي صلى الله عليه وسلم هو ما كان في الاعتقاد والعمل والسلوك، فلا يُقتصر على الاتباع فقط في العقيدة دون العمل أو دون السلوك الحسن والخُلُق الطيب، وإن من يتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في ظاهره فقط، وأخلاقه سيئة وعلى خلاف السنة سيكون مصدرًا للصد عن سبيل الله، فلابد من التشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا، وسيرة وسريرة.

ونبينا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا نبي بعدي" (رواه البخاري ومسلم)، ومن قال إن هناك نبيًّا بعد نبينا فهو كافر إجماعًا لأنه مكذب للقرآن والسنة وإجماع المسلمين، ومن لم يؤمن به صلى الله عليه وسلم فهو كافر حتى لو كان يهوديًّا أو نصرانيًّا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي محمد بيده، لا يسمع بيأحدٌ من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار". (رواه مسلم).

قال العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح أصول الإيمان: (والإيمان بالنبي – صلى الله عليه وسلم -: "تصديق ما جاء به مع القبول، والإذعان، لا مجرد التصديق، ولهذا لم يكن أبو طالب مؤمنًا بالرسول صلى الله عليه وسلم مع تصديقه لما جاء به وشهادته بأنه خير الأديان). فيجب الإذعان لشريعته صلى الله عليه وسلم التي هي في الحقيقة أوامر الله تعالى، فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، لذلك جعل الله طاعة الرسول طاعتَه، فقال تعالى: "مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا" (النساء، 80). فيجب الإذعان له والتسليم لأوامر الله، وتحكيم شريعته في كل صغيرة وكبيرة؛ ومن نحَّى شريعته وألقاها وراءه ظهريًّا وحكم بغيرها فقد كفر وهذا هو الحكم العام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (28 - 524): "ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين، أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر، وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب". (اقرأ "حكم الجاهلية" للعلامة أحمد شاكر، ط: مكتبة السنة، و"فضل الغني الحميد" للشيخ ياسر برهامي حفظه الله، باب الحكم).

والاستهانة بأمر من أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، أو الاستهزاء بسنته هو من شيم أهل الكفران والإلحاد، مهما صغر أو دقَّ في نظر من يسخر، فاللحية مثلا واجبة وحالقها يأثم على قول المذاهب الأربعة وغيرها، والاستهزاء بها يدخل فيما قلناه وهكذا، ويجب عند الاختلاف الرجوع إلى سنته صلى الله عليه وسلم، قال الله جل وعلا: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا". (النساء، 59) وأولو الأمر هم الحكام الشرعيون والعلماء الربانيون.

ومن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا:

(1) اتباعه في كل صغيرة وكبيرة من أمور حياتنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير