(2) ألا يُخاطب كباقي الناس؛ ولكن نقول: رسول الله، أو نبي الله، أو ما شابه ذلك، قال الله سبحانه: "لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (النور، 63)
(3) أن نسأل له الوسيلة، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. ثم صلوا عليَّ؛ فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله ليالوسيلةفإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل ليالوسيلةحلت له الشفاعة". (رواه مسلم)
(4) الإكثار من الصلاة والسلام عليه، قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا". (الأحزاب، 56)
(5) المحافظة على سنته، والدعوة إليها.
(6) الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم بكل مُستطاع.
ونبينا صلى الله عليه وسلم كان يدعو لصلة الأرحام، وحسن الخلق، وإكرام الضيف، والجار، وبر الوالدين، وتفريج كربات الناس ومساعدتهم، وإتقان العمل، وتحمل المسؤولية، وطيب الكلام، وبذل السلام، والرفق بالحيوان، والعطف على اليتامى، وحب المساكين، والإنفاق في سبيل الله على المحتاجين، والاعتصام وعدم التفرق وجمع الشمل والكلمة، واجتناب الفواحش والمسكرات وكل ما يضر الإنسان، وكان يدعو إلى التيسير على الناس وتبشيرهم بالخير، والإحسان إلى الكبير والصغير، وكان يأمر بكل حسن وينهى عن كل قبيح.
ولابد من فهم الكتاب والسنة بفهم السلف وهم صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة، ويُطلق على كل من اقتدى بهؤلاء وسار على نهجهم في سائر العصور: سلفي، نسبة إليهم، وهذه هي الفرقة الناجية، وهم الطائفة المنصورة، وأهل السنة والجماعة، أو أهل الأثر، أو أهل الحديث، وهم من كانوا على مثل ما كان عليه النبي وأصحابه، وسُموا أهل السنة لتمسكهم بها، وسُموا الجماعة لاجتماعهم على الحق وعدم تفرقهم، واجتمعوا على الأئمة الشرعيين، وعلى ما أجمع عليه سلف الأمة، وأهل السنة والجماعة يتميزون بالاهتمام بكتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وتمييز الصحيح من الضعيف من الأحاديث لأنها و القرآن مصدرا التشريع والتلقي، وأهل السنة يؤمنون بالكتاب كله ويردون محكمه إله متشابهه، ويجمعون بين العلم والعمل، ولا يبتدعون في الدين كما سبق، وهم وسط بين الإفراط والتفريط، وهم الدعاة إلى الله، ولا يوالون أو يعادون إلا على الكتاب والسنة، وهم أهل الجهاد بالسيف واللسان والمال وكل شيء، ويحكمون شرع الله وينكرون على من أعرض عنه، وهم أهل العدل والإنصاف، ويهتمون بأمر المسلمين في كل مكان، ولا يؤمنون بالوطنية ولا الديموقراطية ولا العلمانية ولا الحزبية ولا القومية، وهم يعرفون الحق ويرحمون الخلق، وهم متوافقو المواقف رغم بعد الأقطار والأعصار، ويختلفون الخلاف السائغ، ولا يجعلهم هذا يكرهون بعضهم بعضًا. (اقرأ رسالة "مجمل أصول أهل السنة والجماعة" للشيخ ناصر العقل)
ولابد من قبول كل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان آحادًا، ويؤخذ به في كافة الأحكام ومنها العقائد، ولا يجوز مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم لقول أحد مهما بلغ من الإمامة في الدين، وإذا تعارض العقل مع الكتاب والسنة، نقدم الكتاب والسنة ونتهم عقولنا فنحن لا نعلم ما يصلحنا، أما الله فهو الحكيم الخبير، ولا أحد معصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ادعى العصمة لأحد بعد النبي كفر، والصحابة هم أفضل الناس بعد الأنبياء، وهم مجتهدون في الخلاف القليل الذي حدث بينهم، وللمصيب أجران وللمخطئ أجر واحد، رضي الله عنهم أجمعين.
وإليك بعض أقوال السلف الصالح في شأن اتباع السنة، لكي تتحصل على حب الله تعالى لك باتباعها:
(1) قال ابن عباس:" عليك بالاستقامة, اتبع ولا تبتدع".
(2) قال ابن مسعود: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم".
¥