تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ هَكَذَا صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " ** هِيَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ}. وَتَكُونُ فِي الْوِتْرِ مِنْهَا. لَكِنَّ الْوِتْرَ يَكُونُ بِاعْتِبَارِ الْمَاضِي فَتُطْلَبُ لَيْلَةَ إحْدَى وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ. وَيَكُونُ بِاعْتِبَارِ مَا بَقِيَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ** لِتَاسِعَةٍ تَبْقَى لِسَابِعَةٍ تَبْقَى لِخَامِسَةٍ تَبْقَى لِثَالِثَةٍ تَبْقَى}. فَعَلَى هَذَا إذَا كَانَ الشَّهْرُ ثَلَاثِينَ يَكُونُ ذَلِكَ لَيَالِيَ الْأَشْفَاعِ. وَتَكُونُ الِاثْنَيْنِ وَالْعِشْرِينَ تَاسِعَةً تَبْقَى وَلَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَابِعَةً تَبْقَى. وَهَكَذَا فَسَّرَهُ أَبُو سَعِيدٍ الخدري فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ. وَهَكَذَا أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّهْرِ. وَإِنْ كَانَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ كَانَ التَّارِيخُ بِالْبَاقِي. كَالتَّارِيخِ الْمَاضِي. وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ هَكَذَا فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَحَرَّاهَا الْمُؤْمِنُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ جَمِيعِهِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ** تَحَرَّوْهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ} وَتَكُونُ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ أَكْثَرَ. وَأَكْثَرُ مَا تَكُونُ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ كَمَا كَانَ أبي بْنُ كَعْبٍ يَحْلِفُ أَنَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. فَقِيلَ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ عَلِمْت ذَلِكَ؟ فَقَالَ بِالْآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ. " ** أَخْبَرَنَا أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ صُبْحَةَ صَبِيحَتِهَا كَالطَّشْتِ لَا شُعَاعَ لَهَا}. فَهَذِهِ الْعَلَامَةُ الَّتِي رَوَاهَا أبي بْنُ كَعْبٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَشْهَرِ الْعَلَامَاتِ فِي الْحَدِيثِ وَقَدْ رُوِيَ فِي عَلَامَاتِهَا " ** أَنَّهَا لَيْلَةٌ بلجة مُنِيرَةٌ} وَهِيَ سَاكِنَةٌ لَا قَوِيَّةُ الْحَرِّ وَلَا قَوِيَّةُ الْبَرْدِ وَقَدْ يَكْشِفُهَا اللَّهُ لِبَعْضِ النَّاسِ فِي الْمَنَامِ أَوْ الْيَقَظَةِ. فَيَرَى أَنْوَارَهَا أَوْ يَرَى مَنْ يَقُولُ لَهُ هَذِهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَقَدْ يُفْتَحُ عَلَى قَلْبِهِ مِنْ الْمُشَاهَدَةِ مَا يَتَبَيَّنُ بِهِ الْأَمْرُ. وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

توضيح الفتوى:

هل الليالي الوترية تكون باعتبار ما بقي أو باعتبار ما مضى؟؟

فمثلًا عندما نقول: ليلة الواحد والعشرين، فإن المقصود بذلك أن واحدًا وعشرين ليلة مضت من رمضان فهذا حساب لها بما مضى من رمضان.

أما إذا حسبناها بما بقي من رمضان، فإن الأمر سيتوقف على عدد أيام الشهر.

فإن كان ثلاثين يومًا فإن ليلة الواحد والعشرين = 30 - 21 +1 = 10.

أما إن كان الشهر تسعة وعشرين يومًا فإن ليلة الواحد والعشرين = 29 – 21 + 1 = 9.

فليلة الواحد والعشرين إذا حسبناها باعتبار ما مضى، فإنها وترية دائمة، أما إن حسبناها بما بقي، فإنها ستكون زوجية إذا كان الشهر ثلاثين يومًا، بينما ستكون وترية إذا كان الشهر تسعة وعشرين يومًا.

وحساب الليالي بما بقي هو الذي يظهر من الأحاديث الشريفة كما سبق كلام شيخ الإسلام، فعلى هذا من الخطأ تهاون بعض المعتكفين بالليالي التي يظنونها زوجية وإهمالهم لها ..

فمثلًا ليلة الثاني والعشرين يظنها كثير من الناس زوجية لذلك يهملونها، و لا يدرون أنها قد تكون فردية!

وذلك عن طريق حسابها بما بقي وفي حالة كون الشهر ثلاثين يومًا.

30 – 22 + 1 = 9.

والتسعة من الأعداد الفردية.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - 08 - 08, 04:59 ص]ـ

المراجع: (مرتبة أبجديًا)

1 – الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل

للفقيه الحنبلي علاء الدين المرداوي رحمه الله تعالى.

2 – البحر الرائق شرح كنز الدقائق للفقيه الحنفي ابن نجيم المصري رحمه الله تعالى.

3 – الجامع لأحكام الصيام وأعمال شهر رمضان للشيخ أحمد حطيبة حفظه الله تعالى.

4 – شرح الإمام النووي رحمه الله تعالى على صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

5 – فتاوى الفقيه الشافعي الرملي رحمه الله تعالى.

6 – فتح الباري للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى.

7 – المجموع للإمام النووي رحمه الله تعالى.

8 – مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

9 – المدونة للفقيه المالكي سحنون رحمه الله تعالى.

10 – المغني للإمام الحنبلي ابن قدامة رحمه الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير