تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل هناك أحاديث نبوية تخبر عن هدم المسجد الأقصى؟]

ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 08 - 08, 11:16 م]ـ

يشيع بين الكثير من العوام وحتى بعض طلبة العلم أن المسجد الأقصى سيهدم في آخر الزمان فهل ورد ذلك في احاديث نبوية صحيحة صريحة

أنقل جوابا على هذا السؤال ورد في موقع الإسلام سؤال وجواب

السؤال: هل هناك أحاديث نبوية عن هدم المسجد الأقصى من قبل اليهود؟

الجواب:

الحمد لله

لم نقف في السنة النبوية على خبر يشير إلى تعرض المسجد الأقصى للهدم في آخر الزمان، مع أن الأحاديث الواردة في أبواب الفتن، والملاحم، وأشراط الساعة، وحوادث آخر الزمان كثيرة، ولكن ليس في أي منها إشارة إلى ذلك.

والواجب على المسلمين حماية المسجد الأقصى من اعتداء اليهود الغاصبين، الذين أفسدوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد، ونال اعتداؤهم الإنسان والحيوان والشجر والحجر.

نسأل الله تعالى أن يرد المسجد الأقصى المبارك إلى حوزة المسلمين.

وقد أشار بعض الناس إلى أن حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: (عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ) رواه أبو داود (4294).

أشاروا إلى أن في هذا الحديث تعلقا بموضوع هدم المسجد الأقصى.

ولكن الصواب أنه ليس فيه إشارة لذلك من قريب أو من بعيد، وذلك أن:

1 - الحديث مختلَف في صحته أصلا، ضعفه بعض أهل العلم بسبب عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهو ضعيف، وقد عدَّ الذهبي هذا الحديث من منكراته، كما في " ميزان الاعتدال " (4/ 265)، وضعفه محققو مسند أحمد (36/ 352)، وحسنه الحافظ ابن كثير والشيخ الألباني.

2 - أن المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم: (عمران بيت المقدس) المدينة التي تسمى اليوم " القدس "، وليس المقصود خصوص المسجد الأقصى، بدليل أنه قابل هذه المدينة " بيت المقدس " بالمدينة المنورة " يثرب "، وهذا لا يلزم منه بالضرورة الحديث عن المسجد الأقصى بالخصوص.

3 - كما يمكن فهم الحديث على وجهين: أن بيت المقدس تخرب ثم تعمر، ويمكن فهمه على أن عمران بيت المقدس المقصود به كمال العمارة، وإلا فإن بيت المقدس لا تخرب.

جاء في كتاب "عون المعبود شرح سنن أبي داود" (11/ 270):

" قال الأردبيلي في " الأزهار ": قال بعض الشارحين:

المراد بـ " عمران بيت المقدس ": عمرانه بعد خرابه، فإنه يخرب في آخر الزمان، ثم يعمره الكفار.

والأصح: أن المراد بالعمران الكمال في العمارة، أي عمران بيت المقدس كاملا، مجاوزا عن الحد وقت خراب يثرب، فإن بيت المقدس لا يخرب.

قال القاري - نقلا عن الأشرف -: لما كان بيت المقدس باستيلاء الكفار عليه، وكثرة عمارتهم، فيه أمارة مستعقبة بخراب يثرب، وهو أمارة مستعقبة بخروج الملحمة، وهو أمارة مستعقبة بفتح قسطنطينية، وهو أمارة مستعقبة بخروج الدجال جعل النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد عين ما بعده وعبر به عنه " انتهى.

ولا ينبغي أن يفهم من كلامنا هذا أن المسجد الأقصى يستحيل هدمه أو استيلاء اليهود عليه، فإن هذا لم يرد في النصوص أيضاً، وقد استولى النصارى عليه زمناً طويلاً ثم استنقذه المسلمون من أيديهم. قال الدكتور عبد العزيز مصطفى كامل حفظه الله:

" ليس بين أيدينا نص معصوم يدل على أن هدم المسجد الأقصى ممتنع قدرا، وليس شرطا أن ترد أحاديث الفتن بكل ما يقع، فكثير من الحوادث الجسام وقعت دون أن تذكر آية أو ترد في حديث، وبعضها أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير