تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المولود برأسين وكلام الفقهاء عن أحكامه]

ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[28 - 08 - 08, 12:17 م]ـ

الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...

قال تعالى: " هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " [آل عمران: 6].

قال ابن العماد في " شذرات الذهب " عند أحداث سنة ثمان وخمسين وأربع مئة: " فيها كما قال ابن الاثير وابن الجوزي والذهبي والسيوطي ولدت بنت لها رأسان ورقبتان ووجهان على بدن واحد ببغداد بباب الازج وماتت ".ا. هـ.

وقال أيضا عند أحداث سنة إحدى وست مئة: " وفيها ولدت امرأة ولداً له رأسان وأربعة أرجل وأيد ومات من يومه قاله ابن شهبة في تاريخ الإسلام ".ا. هـ.

وقال عند أحداث سنة اثنتين وستين وست مئة: " وفيها أحضر إلى بين يدي الظاهر طفل ميت له رأسان وأربعة أعين وأربعة أيدي وأربعة أرجل ".ا. هـ.

وقال الحافظ ابنُ كثير في " البداية والنهاية " عند أحداث سنة ثمان وخمسين وأربع مئة: " قال ابن الجوزي: في ربيع الأول ولد بباب الأزج صبية لها رأسان ووجهان ورقبتان وأربع أيد، على بدن كامل ثم ماتت ".ا. هـ.

قال أيضا عند أحداث سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة: " واشتهر في أوائل رمضان أن مولوداً ولد له رأسان وأربع أيد، وأحضر إلى بين يدي نائب السلطنة، وذهب الناس للنظر إليه في محلة ظاهر باب الفراديس، يقال لها حكى الوزير، وكنت فيمن ذهب إليه في جماعة من الفقهاء يوم الخميس ثالث الشهر المذكور بعد العصر، فأحضره أبوه - واسم أبيه سعادة - وهو رجل من أهل الجبل، فنظرت إليه فإذا هما ولدان مستقلان، فكل قد اشتبكت أفخاذهما بعضهما ببعض، وركب كل واحد منهما ودخل في الآخر والتحمت فصارت جثة واحدة وهما ميتان، فقالوا: " أحدهما ذكر الآخر أنثى "، وهما ميتان حال رؤيتي إليهما ".ا. هـ.

هذه الأحداث التي رصدها هؤلاء الأئمة في كتب التاريخ لم تكن للترف الفكري، وإنما وضعوها لغرض ألا وهو للتفكر في صنع الله، وعظيم قدرته سبحانه في أنه يخلق مخلوقات تخالف في هيئتها وشكلها خلقة بني آدم المعتادة، ولذلك نقل ابن العماد في " الشذرات " عند أحداث سنة عشرين وثمان مئة ما نصه: " وفيها كما قال ابن حجر: وضعت جاموسة ببلبيس مولداً برأسين وعينين وأربع أيد وسلسلتي ظهر ودبر واحد ورجلين اثنتين لا غير وفرج واحد أنثى والذنب مفروق باثنين فكانت من بديع صنع اللّه تعالى ".ا. هـ.

تأملوا آخر عبارة: " فكانت من بديع صنع اللّه تعالى ".

ولذلك لو تأملتم في نقل ابن كثير الأخير أنه قال: " ... وكنت فيمن ذهب إليه في جماعة من الفقهاء يوم الخميس ثالث الشهر المذكور بعد العصر ... "، فكان العلماء والفقهاء يهتمون بمثل هذه المظاهر ليس للفرجة والتسلي وإنما للبت في الحكم الشرعي في مثل هذه الحالات لو سألوا عن حكمها، إلى جانب التفكر والتأمل في عظمة الخالق جل وعلا.

قد يقولُ قائلٌ: ما هي الثمرة من ذكر هذه الأحداث التاريخية؟ وهل لها صلة بالشرع؟

أقول: نعم، ولذلك أشار بعض فقهاء المذاهب إلى حالة من ولد لها رأسان فما هو الحكم في حقه من جهة العبادة، والنكاح وغير ذلك، ولعلي أشير إلى بعض ما ورد فيكتب الفقه.

1 – جاء في " الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع " (1/ 136) للشربيني في كتاب الصلاة: " فرع: لو خلق له رأسان وأربع أيد وأربع أرجل هل يجب عليه وضع بعض كل من الجبهتين وما بعدهما أم لا؟

الذي يظهر أنه ينظر في ذلك إن عرف الزائد فلا اعتبار به، وإلا اكتفى في الخروج عن عهدة الواجب بوضع بعض إحدى الجبهتين وبعض يدين وركبتين وأصابع رجلين إن كانت كلها أصلية، فإن اشتبه الأصلي بالزائد وجب وضع جزء من كل منهما ".ا. هـ.

وجاء في " حواشي الشرواني " (2/ 71) للشرواني كلاما مماثلا.

2 – وجاء في " المجموع " (1/ 467) للإمام النووي في كتاب الطهارة، باب صفة الوضوء: " الثانية: لو كان له رأسان كفاه مسح أحدهما، وفيه احتمال للدارمي، وقد سبقت المسألة في فصل غسل الوجه ".ا. هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير