تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومما يُعينُ على ذلك أن يَصْحَبَ المرء حرَّا أي إنساناً لم يَأْسِرْهُ هَوَاه ولا حُبّ دنياه , بل هو خالص من كلِّ ذُلٍّ إلا لله تعالى , هذا المرء هو الذي يدل على الطريق الصحيح بأن يُعينكَ عندَ حاجتك وينصحك عند مخالفتك!

ومن علامة صحة القلب كذلك؛ إن يكون لك وردٌ وطاعة لا تتركها؛ فإذا فاتت عليك في أحد المرات وجدت في قلبك الكآبة والندم والتوجع والألم لفواتها!

ومن علامة صحة قلبك؛ أن يشتاقَ في وقت الطاعة إليها كشوق من اشتدَّ به الجوعُ والظمأ عندما يجدْ ما يأكل وما يشرب!

ومن علامة صحة قلبك كذلك؛ أن همَّ الدنيا يزول عن قلبك عندما تقف بين يدي ربك جلَّ جلاله للصلاة , فترتاح بها وتطمئن وتتنعم , ويشتد هذا البُعد والخروج عن هذا الهم فيزول غمك ويرتفع قلبك ويسمو!

فمن كانت هذه صفة قلبه فأكرِم به من قلبٍ سليمٍ قريب من ربه جل جلاله حتى أصبحَ شديدَ المحبة فهو متيم في حُبِّه هذا!

ومن علامات صحة قلبك أنْ تجمعَ همك على ربك جلَّ جلاله فلا تَظُّنَّ بربك إلا خيراً , وأنه هو الذي ينفع ويضر , وتسعى في كلِّ ما يرضيه , وتعظيمه في قلبك لا يفارقه.

ومن علامات صحته كذلك؛ أن يراعي أوقاته ويشح بها , وذلك بأنْ يحاسب نفسه حساباً دقيقاً كما يحاسبُ البخيل في إنفاقِ ماله!

ومن علاماته كذلك؛ أن يكونَ في قلبك اهتمامٌ يثمرُ حرصاً منك ورغبةً في تصحيحِ جميعِ أعمالك , وأنْ تحاول بلوغَ التمام فيها ما استطعت إلى ذلك سبيلا؛ وهذا لا يكون إلا بالإخلاص لله تعالى وسلامة النية والنُّصحَّ بالحسنى , وأن يكونَ قلبك متبعاً ملازماً لكلِّ ما وافقَ الشَّرْع منتهياً عن كلِّ ما نهاه , ثم يشهد مع هذا كله عظيمَ مِنَّةَ الله تعالى وفضله عليه , وأنَّه مهما عَمِلَ فإنه مقصر في حق مولاه جلَّ جلاله!

فهذه الأمور للقلب بمثابة الرداء والثوب للبدن؛ متى ما كان قلبك متصفاً بها نجا من أخطرِ مرضينِ يعتريان القلب , وبهما هلاكه الموت والعمى!

ثم بعد بيانِ القلب المريض والميت والسليم خَتَمَ الناظم - رحمه الله تعالى - نظمه بسؤال الله تعالى التوفيق إلى امتثال ما نقول؛ فإنك ما زِلْتَ بنا برَّاً ومنعما , فإني وإنْ قُمْت بالبلاغ فيما سَبَقَ من كلام ليس من قولي - وهذا من عظيم تواضعه رحمه الله – إنما قمت بتبليغه لغيري , لأنه قول محقق لا يمكن أن يكون قولي وأنا أُقرُّ وأعترفُ بتقصيري وجهلي وعِلْمِي بهما!

وسبب تبليغي هذا: أنَّه حين أتى من هم أمثالي من أهل التقصير والجهل إلى مكانٍ ليس فيه علم ولا علماء تكلَّمْنَا وأعلنَّا , فمَثَلُنا كمَثَلِ غابةٍ ليس فيها أُسدها وهم الملوك - كما يقال – فلما غابت تواثبت الثعالب التي ليست بشيء , والتي لم تكن تجرؤ على أن تطأَ في ساحةِ وفناءِ حمى هذا الأسد!

فيا من يسمع النجوى , ويا من يعلم ما خفى أسألك غفراناً يكون عامَّاً لكلِّ ذنوبي , فوالله ما حملني على هذا البلاغ وكتابة هذا النظم والقول إلا ضرورة رأيتُها خَشِيت إنْ سكت ولم أُبين هذا القول أكون كاتماً للعلم , مما جعلني أُظْهِر للناس علمي وهو بمثابة البضاعة المزجاة , وأَمَلَيْ أنْ تعفوَ عني وترحمني لتطاولي وتقصيري , فإنَّهُ لا يخيب من يستجيرُ بك يا إلهي وألحَّ عليك بإجابة سؤاله وهو طاهر القلب مسلما لك!

فاللهم صلِّ على خيرِ الأنامِ محمدٍ وكذلك صحابته الكرام وآله الأطهار ما دامت السماء!

وكتبه الفقير إلى عفو ربه

محبرة الداعي

http://me7barh.maktoobblog.com (http://me7barh.maktoobblog.com/)

[email protected] ([email protected])

الرابط ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=50&book=3399)

ـ[الجُمَّان]ــــــــ[24 - 10 - 09, 08:06 ص]ـ

جزاك الله خيرا وجعل ماكتبت في ميزان حسناتك

ـ[الجُمَّان]ــــــــ[24 - 10 - 09, 03:41 م]ـ

هل بالإمكان أن يرفع لنا أحدكم المنظومة صوتيا؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير