تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مشاهداتي في أفريقيا .. (نشاطهم وتخاذلنا)!]

ـ[أبو محمد]ــــــــ[31 - 08 - 08, 03:28 ص]ـ

(كتبت هذا المقال في إحدى المناسبات قبل عام .. وظل حبيس جهازي؛ فأحببت أن أطلع إخواني عليه؛ شحذا للهمم، وتواصيا بالحق والصبر)

لقد رأيت فيها عجبا .. لقد جبتها وتجولت فيها؛ شرقا وغربا، وسطا وجنوبا .. فرأيت بعيني صولة الباطل .. وجولة الكفر .. رأيت بذلهم وعطاءهم وتضحياتهم .. إنه شيء مدهش حقا .. ومخجل أيضا!

رأيت مرة في منطقة صعبة جدا .. قُل فيها ما شئت: صحراء .. جفاف .. تضاريس صعبة .. بيئة بدائية متأخرة عنا -على الأقل مائة سنة- .. رأيت هناك معسكرا تنصيريا يسكنه أناس عيونهم زرقاء، وبشرتهم بيضاء! لم يسكنوا مثلنا يومين أو ثلاثة .. لا .. بل أشهرا أو سنوات!

ورأيت منهم امرأة كبيرة في السن بلباس الراهبات (الأبيض، مع غطاء الرأس) وهي تقود سيارة (وانيت) محملة بالأغذية .. أين ستذهب بها بين القرى؟ ولماذا؟ أظن أن الجواب واضح .. ولاحظ أنني أتكلم عن مناطق لم يصلها -في بعض قراها- من يبلغهم دعوة الإسلام البتة! فلم يسمعوا قط بشيء اسمه: إسلام!

هل يمكن أن نسأل أنفسنا: هؤلاء .. مسئولية من؟

رأيت مرة في منطقة جبلية ليس فيها كهرباء، وهي -حقا- مخيفة! .. رأيت فتاة أوربية -منصرة- تمتلئ شبابا وجمالا -لا أظن عمرها يتجاوز الثامنة عشرة- تعمل بين هؤلاء الأفارقة البؤساء .. لماذا؟ لسواد عيونهم؟ أظن الجواب معروفا ..

قلت في نفسي لما رأيتها: ليت شعري .. أين فتياتنا؟ أستغفر الله .. أين رجالنا؟

رأيت -يا رعاكم الله- المشاريع العملاقة .. إنها عملاقة بحق ..

ستدرك في أفريقيا -من أول وهلة- الفرق بين المشروع الذي قام به المسلمون أو الذي قام به المنصرون .. القضية ببساطة ستظهر من خلال التأمل في جودة المشروع وضخامته .. والكفة -دائما أو غالبا- في جانبهم .. هذا مع ملاحظة أن مشاريعنا -من ناحية الأرقام والأعداد- لا مناسبة بيننا وبينهم فيها ..

كنت سابقا أسمع أن مشاريعهم جبارة .. ثم رأيت هذا عيانا! مشاريع -يا رعاكم الله- تقف وراءها دول ومنظمات كبرى .. ومشاريعنا -مع الأسف- مشاريع أفراد .. ضعيفة .. محدودة ..

أين المسلمون .. حكومات .. أفرادا .. مؤسسات .. تجارا؟

قلت مرة .. وأقول الآن: إنني متيقن من أن بضعة مئات من الملايين -ربما لا تتجاوز قيمة أستاد رياضي عندنا- مع تنظيم وتخطيط دقيق -وقبل هذا عون الله سبحانه- ستجعل نسبة المسلمين في عدة دول أفريقية -وليس في دولة واحدة- هي الراجحة .. أقول هذا وأنا أعي ما أقول ..

رأيت مرة مركزا من مراكزهم في مدينة أفريقية .. مبنى ضخما من عدة طوابق .. فيه فناء كبير .. يمتلئ بالسيارات من جميع الأحجام والأنواع .. بل والله رأيت فيه سفنا صغيرة وقوارب! هل يا ترى هي للصيد والنزهات البحرية؟ ثق أن الجواب سيكون بالنفي .. ففي هذه الدولة جزر صغيرة مأهولة .. وهذه الزوارق وسيلة الوصول لأهلها .. لتبلغهم دعوة المسيح المخلص! كما يزعمون ..

من الأمور المحزنة: أنه يقابل هذا المبنى أو المركز على الجهة الأخرى مسجد للمسلمين، قد زرته .. عبارة عن حجرة متواضعة جدا لا تتجاوز سبعة في أربعة أمتار! هذا كل ما يملك المسلمون في تلك الناحية من مشاريع!

ماذا أذكر وماذا أترك .. الوضع مؤسف حقا .. لا سيما الحال بعد هجمات سبتمبر وتجفيف منابع العمل الإغاثي والدعوي الإسلامي في أفريقيا ..

ومع كل هذا .. فالخير موجود .. لكنه قليل .. ويحتاج الأمر إلى جهود وجهود .. والله المستعان.

لذا .. لا تحتقر أيها الحبيب شيئا من الجهود الدعوية .. ولو قلّت.

ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 05:38 ص]ـ

الشيخ عبدالرحمن السميط أثابه الله له جهود دعوية كبيرة في افريقيا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير