تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

["من أخطاء الصائمين في رمضان" لمحمد حاج عيسى]

ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[31 - 08 - 08, 08:26 م]ـ

من أخطاء الصائمين في رمضان لمحمد حاج عيسى

منقول من موقع منار الجزائر

http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=229&Itemid=12

بقلم: محمد حاج عيسى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإن شهر رمضان شهر الصيام والقيام، وشهر مغفرة الذنوب وتطهير القلوب، تجتمع فيه فضائل من واجب كل مؤمن أن يحرص عليها، ومما هو معلوم أنه ليس كل الناس يخرج من هذا الشهر مغفورا له ومن العتقاء من النار، وليس كل الناس يتقبل منه صيامه وقيامه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ» (ابن ماجة) وما سبب ذلك إلا الوقوع في بعض المخالفات التي تذهب بالأجر أو تنقصه، وفي هذه المقالة بيان لجملة من هذه المخالفات عسى أن نحذرها لتخلص لنا فضائل هذا الشهر العظيم.

1 - صوم الظاهر دون الباطن

أول هذه الأخطاء أن يظن العبد أن المقصود بالصوم يقف عند الامتناع عن المفطرات الحسية، وأن يجهل أن المقصود منه هو حصول التقوى فعلا للطاعة واجتنابا للمعصية، ولذلك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» (البخاري) والزور الباطل فيدخل فيه المعاصي القولية والعملية.

2 - الإسراف في الأكل

ومن الأخطاء الشائعة في رمضان الإسراف في المأكولات والمشروبات، حتى صار بعض الناس ينفق في رمضان على طعامه أضعاف ما ينفقه في سائر شهور السنة، قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف 31)، ولا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله فيم أنفقه.

3 - تضييع الأوقات

ومن الأخطاء تعمد تضييع الأوقات: ساعات العمر ورأس مال الإنسان، بدلا من اغتنامها في الذكر والصلاة والدعاء وتلاوة القرآن وغيرها من أعمال البر، فتجد بعض الناس يلهي نفسه بألوان من الملهيات، وهذا الذي حاله ما وصفت يخشى عليه من ذهاب كثير من أجر الصيام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم ذنبه» (متفق عليه) وهذا قد صامه كارها لا محتسبا. وفي الأثر: «اغتنم شبابك قبل هرمك وصحتك قبل مرضك، وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك».

4 - الفتور بعد الأيام الأولى من الشهر

بعض الصائمين ينطلق في بداية الشهر بهمة عالية فيملأ وقته بأنواع الطاعات والقربات، ولكنه سرعان ما يصيبه الفتور، فتجده يتخلى عن برنامجه اليومي شيئا فشيئا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» (متفق عليه)، ومن أسباب الدوام أن لا يكلف الإنسان نفسه فوق طاقتها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ مَا تُطِيقُونَ مِنْ الْأَعْمَالِ» ونهى عن الوصال في الصوم وقال: «فَاكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ» (متفق عليهما).

5 - الشجار والغضب

ومن الظواهر التي تنتشر في شهر رمضان كثرة الشجار، وبعضهم يحتج لغضبه بأنه صائم، وهو لا يعلم أنه يُذهِب أجرَ صيامه، والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن الصائم لا يخاصم، فقال: «إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ فَإِنْ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ» (متفق عليه). فالصيام يؤدب ويحسن الأخلاق وليس الأمر كما يصوره بعض من لا خلاق له.

6 - كثرة السهر

إن السهر إذا كان في طاعة الله تعالى لا يحمد إلا إذا لم يؤد إلى تضييع الفرائض، إذ لا يعقل أن يكون الطمع في الفضائل سببا لتضييع الواجبات، وإذا كان هذا شأن السهر في الطاعة، فكيف يكون أمر السهر في غيرها؟ وماذا نقول عن الساهرين في الملاهي ودور اللعب وأمام التلفاز يشاهد ما لا يرضي الله تعالى؟ وماذا نقول عنهم إذا سهروا الليل كله، فزادوا على ذلك أن جمعوا بين تضييع الفرائض والفضائل.

7 - كثرة النوم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير