["بين يدي رمضان" خطبة للشيخ عبد الحليم توميات]
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[31 - 08 - 08, 08:29 م]ـ
من موقع منار الجزائر
http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=230&Itemid=12
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فرض على عباده الصّيام، وندبهم إلى التعبّد له بالسّجود والرّكوع والقيام، تبارك اسمه ذو الجلال والإكرام، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وصفيّه وخليله، الدّاعي والهادي بإذن ربّه إلى دار السّلام، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وكلّ من سار على نهجه واستقام ..
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:102] ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) [النساء:1] ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) [الأحزاب].
ألا وإنّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار .. أمّا بعد ..
فيقول الله تبارك وتعالى: ((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)) [آل عمران:133] ((سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)) [الحديد:21] ..
وأغلى ما نملكه أيّها المؤمنون والمؤمنات لنعين به أنفسنا لخوض هذا السّباق، وصايا نقدّمها، وذكرى نزفّها .. وصايا عظام بين يدي شهر الصّيام .. فإنّ أبواب الجنّة ستفتح بعد أيّام قليلة، فيفتح سوقها، وتتزبّن حورها، ولا يقبل منك في سوق الجنّة إلاّ أن تدفع العمل الصّالح .. ولا تقبل منك نساء الجنّة إلاّ أن يكون مهرهنّ العمل الصّالح ..
فهلمّ أيّها التجّار إلى سوق الأبرار .. جنّات تجري تحتها الأنهار فيها ما لا يخطر ببال من الفاكهة والثّمار ..
وهلمّ أيّها الخطّاب إلى الكواعب الأتراب .. لو اطّلعت الواحدة منهنّ على أهل الدّنيا لأضاءت ما فيها .. حور قال الله عنهنّ: ((إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً)) [الواقعة:35] فنسب الإنشاء إلى ذاته العليّة .. ووصفهنّ قائلا: ((كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ)) [الرّحمن:58] .. وإذا وصف الله نساء الجنّة بهذا الوصف، فما ظنّك به سبحانه؟! .. فأعظم ما يقدّم لك في سوق الجنّة رؤية الباري سبحانه وتعالى ..
فهذا الميدان قد أُعِدّ، وها هو السّباق قد أقيم .. سباق ليس من جوائزه كأس تتقاتل عليها الأندية، ولكنّها كأس كان مزاجها كافورا .. كأس كان مزاجها زنجبيلا .. كأس لا لغو فيها ولا تأثيم .. يطوف بها غلمان مخلّدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا .. كأس تشرب منها فلا تظمأ بعدها أبدا ..
فلئلاّ يفوتنا هذا السّباق العظيم، وهذا الخير العميم، فإنّي أزفّ إليكم هذه الوصايا وما على المحسنين من سبيل، والله حسبنا ونعم الوكيل ..
الوصيّة الأولى: عليكم بشكر الله عزّ وجلّ.
¥