عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) (متفق عليه)،ندعي أننا نصوم إيمانا واحتسابا وطمعا في الأجر العظيم الذي لا يعلم قدره إلا الله تعالى، لكن تُكذِّب بطوننا دعوانا وإليك البيان: تجد بعضنا إذا صام يوما فتعب فيه وشق عليه جعل لزاما عليه أن يكافئ نفسه بأصناف من المأكولات والمشروبات والحلوايات،وكلما زاد نصبه عظَّم مكافأة نفسه، فكأنه يكافئ نفسه على عمله، لا نقول أن الأكل من الطيبات حرام .. لا .. ولا أن يتقصد الإنسان الأطعمة النافعة المغذية في رمضان حتى يستعين بها على الطاعة الله تعالى، لكن لا ينبغي أن تبدر منا أفعال يفهم منها استعجال المكافئة أو الاغترار بالعمل فهذه أمور من المهلكات، نسأل الله تعالى العصمة والسداد.
عبد الرحمن بن عوف: نخشى أن تكون حسناتنا عجلت لنا
أُتِيَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِطَعَامٍ وَكَانَ صَائِمًا فَقَالَ قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ وَأُرَاهُ قَالَ وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ أَوْ قَالَ أُعْطِينَا مِنْ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ، هذا عبد الرحمن بن عوف المبشر بالجنة يقول هذا الكلام، أما نحن فيأكل أحدنا في رمضان أكل من كشفت عنه الحجب فعلم أن صيامه قُبِل، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
رمضان بين الديانة والخرافة
بدع وخرافات في شهر رمضان
- وضع القطران في أخمص القدمين ليلة السابع والعشرين لطرد الشياطين التي تسرح من أصفادها.
- مشاهدة السماء ليلة السابع والعشرين لترقب ليلة القدر بعلامات يعرفونها كانشقاق السماء وتلونها باللون الأخضر، وأن من يدعو بدعاء حينئذ استجيب له ولو دعا بالشر خطأ.
- ما يفعل عند صيام الأطفال لأول مرة للفأل كإعداد "الشاربات" وإعطاؤها للطفل في كأس به حلي من الفضة ويزعمون أن ذلك ييسر عليه الصيام.
- البوقالة هي لعبة شعبية تلعبها الفتيات العازبات, وصورتها أن تجتمع الفتيات في سهرات شهر رمضان مع عجوز تتلو عليهم أشعارا شعبية, غالبا ما يكون مضمونها العشق أو فراق الأحبة والطمع في رجوعهم , ولا بد أن تعقد الفتاة نيتها قبل البوقالة بأن تفكر في شخص من زوج أو ولد أو غيرهما ممن ترجو أن يتحقق فيه معنى البوقالة, ويسمون ذلك بـ"الفال", ولا حظ في البوقالة إلا لمن صنعت عقدة من ثوبها أو خمارها أو قطعة قماش, فإذا تليت البوقالة حلت العقدة وإن شاءت باحت باسم"المبوقل" أو لا أدري كيف يصاغ اسم المفعول من بوقالة! انتهت الطقوس ولنعد إلى الحكم الشرعي, لاشك أن البوقالة حوت عددا من المنكرات ففي بعضها استغاثة بالأولياء أو أمور لا يليق ذكرها بين الفتيات كأمور العشق وفيها ما يشبه فعل الساحر من العقد وما يشبه الحظ والأبراج؛ فأما إذا اقترانها بما ذكر من المنكرات فالواجب اجتنابها، أما إن خلت مما ذكر فالعلم عند الله تعالى.
رمضان بين العبادة والمعصية
احذر مظاهر التسخط عند أداء العبادة!
الأصل في المؤمن أن يأتي بالعبادات طيب النفس قريرها, معتقدا أن الله عز وجل غني عن طاعته قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) ويظهر بعض الناس في شهر رمضان مظاهر يفهم منها ضجرهم بالصيام وتسخطهم من أدائه, ويظهر ذلك في أقوالهم وأفعالهم فإذا أصابت أحدهم مصيبة أو نابته نائبة أو كسلت نفسه أو فسد طبعه عزى ذلك كله للصيام, وما أكثر ما يقولون: فلان "غلبه رمضان"! كأن شهر رمضان شيطان مارد يقهر الناس, وفي الحديث: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار» (الترمذي وصححه الألباني).
المستهزئون بالدين هم العدو فاحذرهم!
¥