تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

["كيف نعيش رمضان" لمحمد حاج عيسى]

ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[31 - 08 - 08, 08:42 م]ـ

["كيف نعيش رمضان" لمحمد حاج عيسى]

منقول من موقع منار الجزائر

http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=231&Itemid=12

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإن شهر رمضان شهر مبارك: فيه تغلق أبواب النيران وتفتح أبواب الجنان، ولله في كل ليلة من لياليه عتقاء من النار، شهر خيراته كثيرة وفضائله عديدة، وإنه لما كان بهذه المنزلة العظيمة فإنه ينبغي علينا أن نستقبله بعزيمة قوية وهمة عالية وبرنامج واضح المعالم حتى نغتنمه ولا نضيعه، وما هي إلا أيام حتى ترى الناس يسكبون من أجله دموع التوديع، لكن منهم من يبكي لأنه ألفه وألف خيره، ومنهم من يبكي على تضييعه وغفلته، وكان السلف إذا انقضى رمضان يقولون: «رمضان سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر». وحتى نكون من الرابحين بإذن الله أحببنا أن نذكر أنفسنا وإخواننا بالوظائف التي علينا أن نشتغل بها خلال أيام هذا الشهر ولياليه.

1 - الصيام

إن الصوم كفارة للذنوب، وجنة يستجن بها من النار، وإنه شافع من الشافعين يوم القيامة، ويدخل صاحبه الجنة ولأهله باب خاص يسمى الريان إلى غير ذلك من الفضائل، واعلم أن هذه الفضائل على كثرتها وتنوعها لا تكون إلا لمن صام وهو مؤمن بالله تعالى محتسب للأجر راض بهذه العبادة، لا يريد بها إلا وجه الله تعالى، وهو أيضا متبع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تكون هذه الفضائل إلا لمن صامت جوراحه عن المعاصي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» (متفق عليه). وعليه فاحذر من تضييع الوقت ومن الإسراف في المأكل والمشرب، ومن الغضب، فإنه «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش» كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

2 - قيام الليل

ومن وظائف رمضان قيام الليل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه)، وهذا القيام والحمد لله متيسر على أكثر الناس لما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون جماعة، فلا ينبغي لمؤمن حريص على المغفرة أن يضيعه، أو يضيع بعضه. بل علينا أن نحذر من ترك الصلاة والتهاون بها خاصة في هذا الشهر المبارك، وقد قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ» (البخاري).

3 - تحري ليلة القدر

إن في رمضان ليلة عظيمة، العمل فيها خير من العمل خلال ألف شهر، ليلة رغبنا النبي صلى الله عليه وسلم ترغيبا خاصا في قيامها فقال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه)، فمن غفل عن قيام ليلة من ليالي الشهر في أوله فلا ييأس؛ فإن في آخره هذه الليلة المباركة، فلا يضيعها عسى أن يحصل الفضل الذي فاته، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن علامتها بعد فواتها فقال: «صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها حتى ترتفع» (رواه مسلم)، وليست خاصة باليوم السابع والعشرين-على القول الراجح-، ولكنها تنتقل في العشر الأواخر.

4 - قراءة القرآن

من أهم وظائف هذا الشهر قراءة القرآن، ذلك أنه شهر القرآن، قال تعالى:] شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [[البقرة:185]، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل كل رمضان.

ولا ينسى العبد فضل قراءة القرآن فإن له بكل حرف يتلوه حسنة، فعلينا أن نحرص على كسب الملايين في هذا الشهر المبارك، ومن كان منا مقصرا في هذه العبادة طيلة السنة، فقد جاءته الفرصة ليكفر عما فاته، ولقد كان من السلف من يختم القرآن في رمضان كل ليلة، ومنهم من يختمه في كل ثلاث ومنهم من يختمه في كل سبع… والواجب على كل واحد منا أن يجعل لنفسه برنامجا للقراءة يلتزم به، وعلينا أن نحرص على أن تكون قراءتنا مفيدة قراءة تفكر وتدبر، لا قراءة من لا يدري ما يقول سعيا منه للتكاثر والمباهاة بأنه قرأ القرآن في رمضان كذا مرة.

5 - الذكر والاستغفار والدعاء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير