تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومما يرغب فيه الإكثار من الذكر والاستغفار والدعاء، قال تعالى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً [[الأحزاب:41] وقال:] الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ [[آل عمران:17] والسحر آخر الليل حين ينزل رب العزة إلى السماء الدنيا، والناس في رمضان يقومون في هذا الوقت من أجل أكلة السحر فعليهم أن لا يغفلوا عن الدعاء والاستغفار، قِيلَ للنبي ِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَع؟ ُ قَالَ: «جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ» (الترمذي)، والدعاء من وظائف رمضان، فقد قال تعالى بعد أن ذكر آيات الصيام:] وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [[البقرة:186]، فالعبد المؤمن يكثر من الدعاء في رمضان، في الليل وفي النهار وعند الفطر خاصة، وفي الحديث: «ثلاث لا ترد دعوتهم الصائم حين يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم» (الترمذي وابن ماجة)، ومن الدعاء عند الفطر: «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله» (أبو داود).

6 - الإكثار من الصدقة

ومن وظائف رمضان الإكثار من الصدقة، قال ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليهوسلم أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمأَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» (متفق عليه)، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان جوادا كريما في كل أيام السنة، لكن إذا جاء رمضان لم يبق لجوده حد، قال جابر رضي الله عنه: «ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا» (متفق عليه)، فإن قيل كيف يكون جوادا وهو الذي كان يمضي عليه الشهر والشهران لا توقد في بيته نار؟ قيل ذلك هو الإيثار ففي البخاري أن امرأة أهدت النبي بردة قال سهل رضي الله عنه: «فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فطلبها منه أحد الصحابة وقال أكسنيها ما أحسنها فأعطاه إياها صلى الله عليه وسلم ولم يرده».

فأكثروا من الصدقة فإن من جاد على عباد الله جاد الله عليه، وهو الغني الكريم بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل.

ومن الصدقة صدقة الفطر وهي واجبة، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين» (أبو داود وابن ماجة) ولهذا قيل: «صدقة الفطر للصائم كسجدتي السهو للصلاة».

7 - إطعام الطعام

ومن الأعمال التي يرغب فيها خلال هذا الشهر إطعام الطعام، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

وكان ابن عمر رضي الله عنه يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، وكان ربما أعطى طعامه للمساكين فيبيت طاويا، وجاء الإمامَ أحمد رجلٌ يسأله وكان عنده رغيفين أعدهما لفطره فأعطاه الرغيفين وبات طاويا وأصبح صائما.

ولا يشترط أن يكون المطعَم فقيرا، فقد كان من السلف من يطعم إخوانه على سبيل الإكرام والهدية. قال بعضهم: «كان رجال من عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه».

ومما يدخل في هذا إطعام الصائم عند فطره ولو بتمرة أو شربة لبن ونحو ذلك، قال صلى الله عليه وسلم:» مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا «(الترمذي).

8 - العمرة في رمضان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير