تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما» (متفق عليه)، وينصح من أراد العمرة أن يجعلها في رمضان، لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَجَعَ مِنْ حَجَّتِهِ سأل صحابية مَا مَنَعَكِ مِنْ الْحَجِّ فلما ذكرت عذرها أمرها بالعمرة في رمضان وقال: «فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي» (متفق عليه).

9 - مجالس الذكر

ومن الأعمال المرغب فيها حضور مجالس الذكر، سواء مجالس العلم والدرس أو مجالس الوعظ والتذكير، ويكفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في فضلها: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» (مسلم).

10 - الاعتكاف

ومن العبادات المشروعة في رمضان الاعتكاف وهو لزوم المسجد لإقامة العبادة فيه، قال أبو هريرة رضي الله عنه: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما» (رواه البخاري)، وهذا الاعتكاف هو الذي يمكن من التفرغ للذكر والدعاء والصلاة ومجالس العلم، ويبعده عن الفتن وكثير من مبطلات الأجر، وخير الاعتكاف ما كان في بيت الله الحرام أو في المسجد النبوي.

11 - التوبة

شهر رمضان هو شهر التوبة وتجديد الإنابة لله رب العالمين، وفرصة لتغيير الحياة والإقلاع عن المعاصي التي ابتلي بها العبد، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ» (الترمذي وأبو داود وابن ماجة)، قال صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قلت آمين». (صححه ابن حبان) وإن شهر رمضان فرصة كل مؤمن بجوه الإيماني للإقلاع عن ذنوبه، وإن الله يفرح بتوبته، بل هو يبسط يديه بالليل والنهار ينتظر أوبته ورجوعه، وعليه أن يحقق شروط التوبة حتى تكون مقبولة عند الله تعالى من الندم على ما فات والعزم على أن لا يعود إلى الذنب، قال شقيق البلخي: «علامة التوبة البكاء على ما سلف والخوف من الوقوع في الذنب وهجران إخوان السوء وملازمة الأخيار».

12 - الدعوة إلى الله تعالى

ومن وظائف هذا الشهر العظيم الدعوة إلى الله تعالى، ذلك أن القلوب تلين فيه وهي مستعدة أكثر من أي وقت مضى لقبول التذكير والنصح، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» (رواه مسلم). والناس في انتظارك أيها المسلم الحريص على ملء رصيدك في هذا الشهر، فساهم في نشر الشريط الإسلامي والمطوية الدعوية والكلمة الطيبة.

هذه جملة من الوظائف لمن أراد أن يستثمر هذا الشهر ولمن أراد أن يكون من المرحومين، وقد جاء في الحديث كما في الصحيحة للألباني (1890): «افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، سلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم». وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير