قال النووي في المجموع شرح المهذب (6/ 349):" إذَا قَبَّلَ أَوْ بَاشَرَ فِيمَا دُونَ الْفَرْجِ بِذَكَرِهِ أَوْ لَمَسَ بَشَرَةَ امْرَأَةٍ بِيَدِهِ أَوْ غَيْرِهَا , فَإِنْ أَنْزَلَ الْمَنِيَّ بَطَلَ صَوْمُهُ وَإِلا فَلا , وَنَقَلَ صَاحِبُ الْحَاوِي وَغَيْرُهُ الإِجْمَاعَ عَلَى بُطْلانِ صَوْمِ مَنْ قَبَّلَ أَوْ بَاشَرَ دُونَ الْفَرْجِ فَأَنْزَلَ ".
وقال ابن قدامة في المغني (4/ 361): " إذَا قَبَّلَ فَأَمْنَى فَيُفْطِرَ بِغَيْرِ خِلافٍ نَعْلَمُهُ "
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" (3/ 296):
" لا أعلم أحداً أرخص في القبلة للصائم إلا وهو يشترط السلامة مما يتولد منها، وأن من يعلم أنه يتولد عليه منها ما يفسد صومه وجب عليه اجتنابها ".
وقال صاحب "بداية المجتهد" (1/ 382): " كلهم يقولون أن من قبَّل فأمنى فقد أفطر ".
وبالله التوفيق.
أقول:
إجماع؟؟!
يقول ابن حزم: ( .. وَأَنَّهُ لَمْ يُنْهَ الصَّائِمُ فِي امْرَأَتِهِ، عَنْ شَيْءٍ إلاَّ الْجِمَاعَ: فَسَوَاءٌ تَعَمَّدَ الإِمْنَاءَ فِي الْمُبَاشَرَةِ أَوْ لَمْ يَتَعَمَّدْ كُلُّ ذَلِكَ مُبَاحٌ لاَ كَرَاهَةَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ; إذْ لَمْ يَأْتِ بِكَرَاهِيَتِهِ نَصٌّ، وَلاَ َإِجْمَاعٌ , فَكَيْف إبْطَالُ الصَّوْمِ بِهِ ... ) أ. هـ
و كم من إجماع زعمه بعض أهل العلم و والخلاف فيه معروف و خير مثال على هذا هذه المسالة التي بين أيدينا فقد ذكر بعض المشاركين كالفاضل يزيد و الفاضل البيروتي الخلاف في المسالة.
مع أن غاية الإجماع المذكور إنما هو عدم العلم بالمخالف و هو ليس إجماعا بالمعنى المعروف! فإن فوق كل ذي علم عليم!
ثم لسائل أن يسأل: إجماع لا يوجد ما يؤيده من قرآن أو حديث أو قول صاحب وحتى قول تابع في مسالة تعم بها البلوى!! أيمكن هذا؟!
اقول لو حلف حالف بأنه لا يوجد إجماع في مسألة من مسائل الدين هذه صفتها لم يحنث!
أضف إلى ذلك أن المسالة ليست مسالة حادثة أو عارضة بل هذه من مسائل عموم البلوى عند بني آدم جميعا فأن هذا مما فطر عليه النساء و الرجال أعني استمتاع بعضهم ببعض بالمباشرة مع الإنزال او بدونه أو المضاجعة أو التقبيل أو المعانقة أو نحو ذلك فلو كان هذا الأمر مبطلا للصيام لجاءت النصوص مبينة له.
ثم كيف يصح الاجماع المزعوم و لم يأت عن أحد من الصحابة بطلان الصيام في الحالة المذكورة كما قال ابن حزم ( .. مَعَ أَنَّ نَقْضَ الصَّوْمِ بِتَعَمُّدِ الإِمْنَاءِ خَاصَّةً لاَ نَعْلَمُهُ، عَنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى قَبْلَ أَبِي حَنِيفَةَ , ثُمَّ اتَّبَعَهُ مَالِكٌ , وَالشَّافِعِيُّ.)
بل قد ذكر الإمام ابن حزم آثارا عن جمع من الصحابة و بأسانيد صحاح أنهم أفتوا بجواز المباشرة و معلوم من حيث العادة أن المباشرة تكون بإنزال و بغير إنزال و مع هذا فقد ترك الصحابة الاستفصال في المسألة و قد تقرر في الأصول كما هو معلوم ان ترك الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في الأقوال كما في مراقي السعود
و نزلن ترك الاستفصال منزلة العموم في الأقوال
و منه يعرف أن قول ابن حزم و من تبعه في المسألة كالشوكاني و الصنعاني و صديق خان و الألباني و غيرهم هو مذهب الصحابة الذين لم ينقل عن احدهم ما يدل على غيره.
والعلم عند الله و هو الموفق لا رب سواه.
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[06 - 09 - 08, 01:37 ص]ـ
.
الاخ الفاضل عبد الحكم القحطاني
بارك الله فيك ونفع بك الامه على ما خطت يمينك وعلى هذا الطرح الجميل المدعم بالنصوص والادله من الكتاب والسنه وجزاك الله خيراً فقد كنت بحاجة لأخ ينصرني ويقوي عزيمتي لضعف قدرتي وقلة وقتي فلك الشكر الجزيل
ووالله مشاركتك اثلجت صدري ووفرت علي كثير من الوقت في تحضير الرد فكأنك تكتب ما في صدري فجزاك الله خيراً ونفع بك الامه
ـ[عبد الحكم القحطاني]ــــــــ[06 - 09 - 08, 02:06 ص]ـ
الاخ الفاضل عبد الحكم القحطاني
بارك الله فيك ونفع بك الامه على ما خطت يمينك وعلى هذا الطرح الجميل المدعم بالنصوص والادله من الكتاب والسنه وجزاك الله خيراً فقد كنت بحاجة لأخ ينصرني ويقوي عزيمتي لضعف قدرتي وقلة وقتي فلك الشكر الجزيل
ووالله مشاركتك اثلجت صدري ووفرت علي كثير من الوقت في تحضير الرد فكأنك تكتب ما في صدري فجزاك الله خيراً ونفع بك الامه
الحمد لله
بارك الله فيك أيها الفاضل .. زادك الله فقها و علما وجعلني و اياك هداة مهتدين ..
والله الموفق.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[06 - 09 - 08, 03:28 ص]ـ
بارك الله فيك
قرأت هذا البحث المتميز كاملاً، وأكرر ما قلتُ قريباً من أن الجزم بأن البخاري لا يفطِّر بالإنزال الناتج عن المباشرة مجرد ظن، والأمر محتمل، لا سيما أنه أورد حديث: (وكان أملككم لإربه)، فلا أم المؤمنين ولا جابر بن زيد، ولا البخاري صرحوا بذلك .. وعلى هذا لا يصلح أن يستند القائلون بعدم التفطير على هذه الأقوال في الانتصار لما ذهبوا إليه.
وقد أفاد الأخ الفاضل في دراسته التفصيلية أقوالاً عن التابعين في التفطير بذلك، ولله الحمد والمنة.
وبارك الله فيك أنت أيضا وأشكر لك تفضلك بقراءة البحث كاملا، جمعنا الله وإياك على الخير والبر والتقوى.
¥