تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[توحيد رب العالمين أهم من توحيد صوم المسلمين]

ـ[فريد المرادي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 02:04 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

’’ توحيد رب العالمين أهم من توحيد صوم المسلمين ‘‘

قال سماحة الشيخ المفتي الأكبر محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -:

(من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم الأستاذ رشدي ملحس - سلمه الله -

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعيد لكم خطابكم رقم (21 – 5 – 8 – 838) وتاريخ (12/ 3/ 77) ومشفوعه ورقة المشروع الذي أُعد لإجابة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول البحث في موضوع مواقيت أهلة رمضان والفطر والحج.

وأفيدكم أن هذه مسألة فروعية، والحق فيها معروف كالشمس. والفصل في ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: " صوموا لرويته وأفطروا لرويته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ".

والخلاف في تطبيق مدلول هذا الحديث وغيره بتأويل - اجتهادًا أو تقليداً - مثل نظائره في المسائل الفروعية، وجنس هذا الاختلاف لابد منه في المسائل الفروعية، ولا يضر.

إنما الهام هو النظر في الأصول العظام التي الإخلال بها هادم للدين من أساسه، وذلك: مسائل توحيد الله - تعالى -؛ بإثبات ما أثبت لنفسه في كتابه وأثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الأسماء والصفات: إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل، وكذلك توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وكذا توحيد الاتّباع، والحكم بين الناس عند النزاع: بأن لا يُحَاكم إلا إلى الكتاب والسنة، ولا يُحكم إلا بهما. وهذا هو مضمون الشهادتين اللتين هما أساس الملة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، بأن لا يُعبد إلا الله، ولا يعبد إلا بما شرعه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن لا يُحَكم عند النزاع إلا ماجاء به رسوله - صلى الله عليه وسلم -. هذا هو الحقيق بأن يُهتم به وتُعقد المجالس والمجتمعات لتحقيقه وتطبيقه.

لذا لا أرى ولا أوافق على هذا المجتمع الذي هو بخصوص النظر فيما يتعلق بأهلة الصوم والفطر ونحوهما. وقد درجت القرون السابقة، وجنس الخلاف في ذلك موجود، ولم يروه من الضار، ولا مما يحوج إلى الاجتماع للنظر فيه. والسلام عليكم. [ص - م 513 - 21 في 21/ 03 / 1377 هـ]" مجموع الفتاوى والرسائل " (4/ 155 - 157).

تعليق: في كلام هذا العالم الكبير جواب مفحم لمن ينادي إلى توحيد صوم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهو ما لا يجب شرعاً ولا يمكن عقلاً، ثم هو يغفل عن دعوة المسلمين إلى التمسك بالتوحيد الذي ما بعثت الأنبياء والرسل، وما أنزلت الكتب إلا للدعوة إليه، والحث على التمسك به، والله المستعان.

لماذا لا يتوحد المسلمون في الصيام؟

لماذا لا يتوحد المسلمون في الصيام مع أن هلال رمضان واحد؟ وقديماً يعذرون لعدم وجود وسائل الإعلام؟

الحمد لله:

أولا: السبب الغالب في اختلاف بدء الصيام من بلد لآخر، هو اختلاف مطالع الأهلة. واختلاف المطالع أمر معلوم بالضرورة حسا وعقلا.

وعليه فلا يمكن إلزام المسلمين بالصوم في وقت واحد، لأن هذا يعني إلزام جماعة منهم بالصوم قبل رؤية الهلال، بل قبل طلوعه.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عمن ينادي بتوحيد الأمة في الصيام، وربط المطالع كلها بمطالع مكة، فقال:

" هذا من الناحية الفلكية مستحيل؛ لأن مطالع الهلال كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تختلف باتفاق أهل المعرفة بهذا العلم، وإذا كانت تختلف فإن مقتضى الدليل الأثري والنظري أن يجعل لكل بلد حكمه.

أما الدليل الأثري فقال الله - تعالى -: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [البقرة: 185]. فإذا قُدِّرَ أن أناسا في أقصى الأرض ما شهدوا الشهر - أي: الهلال - وأهل مكة شهدوا الهلال، فكيف يتوجه الخطاب في هذه الآية إلى من لم يشهدوا الشهر؟! وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ) متفق عليه، فإذا رآه أهل مكة مثلاً فكيف نلزم أهل باكستان ومن وراءهم من الشرقيين بأن يصوموا، مع أننا نعلم أن الهلال لم يطلع في أفقهم، والنبي صلى الله عليه وسلم علق ذلك بالرؤية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير