قال شيخ الإسلام: وكذلك السعي عن أحمد في أنص الروايتين عنه لا يوجب على المتمتع إلا سعياً واحداً. الفتاوى (26/ 197)
أخي الفاضل , إن طالب العلم إذا نشأ على مذهب معين قد تربى عليه طول عمره ثم عرضت عليه مسألة من مسائل النزاع بنى على ما عنده!!
قال شيخ الإسلام: وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع , وإنما الحجة النص والإجماع ودليل مستنبط من ذلك تقرر مقدماته بالأدلة الشرعية لا بأقوال بعض العلماء , فإن أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية ولا يحتج بها على الأدلة الشرعية , ومن تربى على مذهب قد تعوده واعتقد ما فيه وهو لا يحسن الأدلة الشرعية وتنازع العلماء لا يفرق بين ما جاء عن الرسول وتلقته الأمة بالقبول بحيث يجب الإيمان به وبين ما قاله بعض العلماء ويتعسر أو يتعذر إقامة الحجة عليه , ومن كان لا يفرق بين هذا وهذا لم يحسن أن يتكلم في العلم بكلام العلماء , وإنما هو من المقلدة الناقلين لأقوال غيرهم مثل المحدث عن غيره والشاهد على غيره لا يكون حاكما , والناقل المجرد يكون حاكيا لا مفتيا. الفتاوى (26/ 203)
أما قول بعض الجهلة المقلدين: إنكم خالفتم المفتى به في هذا الزمان , فنقول إن الإمامين الجليلين العالمين الربانيين ابن باز وابن عثيمين قدس الله أرواحهم في الجنة قد اختلفوا في طواف المحدث حدثاً أصغر , فالشيخ ابن باز رحمه الله يرى بطلان طوافه ويلزم من هذا أنه لم يتم حجه لأنه طاف طواف الإفاضة وهو محدث؛ ولو جامع زوجته جامعها وهو محرم ... إلى غير ذلك من اللوازم , والشيخ ابن عثيمين رحمه الله وافق شيخ الإسلام في صحة طوافه مع الحدث الأصغر وانتفاء تلك اللوازم.
فعلى أولئك الجهلة أن يعظموا النصوص وأن يبحثوا عن الحق كما قال الإمام أحمد رحمه الله: لا تقلدوني ولا تقلدوا مالكاً وخذوا من حيث أخذنا.
أخي الفاضل آمل إطلاع الأخوة المشاركين في التوعية على هذه الرسالة الموجزة وأخص الشيخ الدكتور / صالح الغزالي , لأني رأيته معظماً للنصوص زادنا الله وإياكم هدى وتوفيقاً وعلماً.
============================
أخوكم / أبو طارق سعيد بن هليل العمر الشمري
مدير المعهد العلمي بمدينة حائل
15/ 12 / 1423 هـ
================================
نقلا عن الأخ/متوكل على الله
http://alsaha2.fares.net/[email protected]@.1dd304b8