تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جزاك الله خيرا يا شيخ المسيطير ... واسأل الله أن يرزقنا البكاء من خشيته ..


قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}

قال الشيخ خالد الراشد:

((أما تبكيك آيات القرآن وهي تخبرك ..
عن الجنة وأوصافها ..
وعن النار وأخبارها ..
يالله .. أما بكيت شوقاً لله!! ..
أما بكيت شوقاً لله، وسكنى جنته في جواره ..
أما بكيت خوفاً من دخول النار، والحرمان من رؤية القهَّار ..
اسمع ماذا قال الله عن أهل النار {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ،كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ،ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ،ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ}
والله .. والله .. والله ...
ما في الجنة نعيم ألذ وأحلى وأعظم من ...
رؤية الرحمن الرحيم ...
ووالله .. والله .. والله ...
ما في النار عذاب أشد وأعظم من ...
الحرمان من رؤية وجهه الكريم ..

قال ابن عثيمين رحمه الله: والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} ..

وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب ...
فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه ...

قال صالح المري بلغني عن كعب الأحبار أنه كان يقول:
من بكى خشية من ذنب، غُفر له ..
ومن بكى اشتياقاً إلى الله، أباحه النظر إليه تبارك وتعالى يراه متى شاء ..

وحدث عيسى المعلم عن ذادان أبي عمر قال:
بلغنا أنه من بكى خوفاً من النار، أعاذه الله منها ..
ومن بكى شوقاً إلى الجنة، أسكنه الله إياها ..
اللهم لا تحرمنا فضلك ..

عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول: (لا تنسوا العظيمتين) .. (لا تنسوا العظيمتين) ..
قلنا: وما العظيمتان،؟!.
قال: (الجنة والنار).
قال فذكر سول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكر ثم بكى حتى جرى أوائل دموعه جانبي لحيته ثم قال: (والذي نفس محمد بيده لو علمتم ما أعلم من علم الآخرة لمشيتم إلى الصعيد، ولحسيتم على رؤوسكم التراب)
وفي حديث آخر: (والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله) ..

فلما سمع أبو ذر هذا قال: وددت أني كنت شجرة تعضد ..
والله لو أن القلوب سليمة لتقطّعت ألماً من الحرمان ..
ولكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمان ..

قال ابن القيم رحمه الله: فمن لم يتقطّع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفاً لتقطّع في الآخرة إذا حقت الحقائق، وظهرت الأمور ..

فلا بدّّ من تقطّع القلب ..
إما في الدنيا ..
وإما في الآخرة ..
ولك الخيار ..
الفرق بيننا وبينهم أنَّ الكلمات القليلة البسطية تذكرهم وتبكيهم ..
ونحن نسمع الزواجر والروادع مرات مرات ولا يتغير الحال ..

أما تبكيك الذنوب؟!.
أما يبكيك تجرأك على علام الغيوب؟!.
اسمعوا يا أصحاب الذنوب .. وكلنا ذاك ..
عن عقبة بن عامر قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟
قال:
(أمسك عليك لسانك ..
وليسعك بيتك ..
وابك على خطيئتك)
إبكي ..
قبل أن تشهد عليك الجوارح والأركان ..
إبكي ..
قبل أن تقف في ذلك الموقف العظيم، ثم يقررك الملك العلام ..
يقررك بذنوبك فيقول لك: أتذكر ذنب كذا؟! أتذكر ذنب كذا؟! وأنت لا تجد مفراً من السؤال ..
إبكي ..
قبل أن يسألك ربك:
ألم تكن تظن أني أراك وأنت تعصاني؟؟!!.
أما استحييت مني وأنت تختبأ عن أعين الناس وتنساني؟؟!! ..
إبكي ..
فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ..
إبكي ..
فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ..
إبكي ..
فإن الطفل إذا بكى رحمته أمه، وربنا أرحم بنا من إمهاتنا .. بل حتى من أنفسنا ..
أخيرا ...
راجع نفسك واوقفها عند حدها ...
وسكب دموع الندمان ...
فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ..

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[09 - 09 - 08, 02:27 م]ـ
أبو محمد ................... جزيت خيرا

ـ[طه محسن]ــــــــ[09 - 09 - 08, 07:48 م]ـ
خاطرة تعنيني كثيرًا .. أسألكم الدعاء لي بظهر الغيب

سلمت يمينك يا شيخنا وسامحك الله وأثابك خيرًا بما آلمتني كلماتك

ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 09 - 08, 10:51 م]ـ
المشايخ الأكارم /
الإخوة الأفاضل /

أشكركم شكرا جزيلا على تفضلكم بالمرور والتعليق والدعاء ... فجزاكم الله خيرا.

وأشكر أخي الفاضل / أباياسر الجنوبي على تفضله بالنقل والإضافة ... فجزاك الله مع الشيخ خالد الراشد خير الجزاء وأجزله، وأوفاه.

أسأل الله أن يمنّ علينا بأفضاله ورحماته وبركاته .... وأن يغفر الزلل والقصور والتقصير.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير