تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا ما يردده كثير من المغرضين اليوم الذين ينادون بالتسامح الديني، ويدخلون تحت هذا الشعار كل عدو للإسلام وأهله، وكلما احتج أحد عليهم بمواقف السلف الصالح؛ قالوا: هذه قضايا فردية لها ظروف معينة، ولا يجوز الأخذ بها في أيامنا هذه كما بينت ذلك في النكتة الخامسة عشرة.

والحاصل أن الإطلاق الذي ذكره المؤلف – حفظه الله – غير صحيح، فهناك قاعدة عامة في هذه المسألة، وللسلف منهج منضبط.

الوقفة الخامسة

ذكر الشيخ السبت هنا جملة من أهل العلم الذين عرض عليه كتابه، وذكر بعض ماكتبوه وماأثنوا به على الكتاب، وحذف ملحوظاتهم على الكتاب وأشار إليه بنقط، ولا أدري مافائدة هذا، فأنا أيضا في النكت أثنيت على الكتاب ثم ذكرت ملحوظاتي، فماالفرق بيني وبينهم في هذا إذا كان لكل منا ملحوظات. والذي لاحظته على كثير من أهل العلم حين يعرض عليهم كتاب لقراءته أو مراجعته أنهم أحيانا لا ينشطون لقراءته قراءة دقيقة بسبب كثرة أشغالهم والتزاماتهم وقلة الوقت المتاح فيكتفون بالمرور السريع وبحسن الظن في المؤلف وهذا حتى على مستوى الرسائل الجامعية، وأنا أعرف هذا جيدا بحكم عملي في الجامعة، بل اسألوا طلبة الماجستير والدكتوراه عن مدى دقة من يشرف عليهم في تتبع ما يكتبونه فسيخبركم كثيرون بأشياء غريبة. وأما أنا فلما عرض علي أخي الشيخ السبت كتابه قبل عدة سنوات فقد تفرغت لقراءته والتعليق عليه، وكتبت عليه الكثير مما عجب له الشيخ السبت، واستغرب من الآخرين الذين عرض عليهم الكتاب ولم يطيلوا في التعليق والتصويب. وكتبت قليلا من تلك التعليقات بالحاسب، وأما سائرها فكتبته بخط اليد على النسخة الورقية المبدئية قبل الصياغة الأخيرة، ولم أصورها، وبعد أن نشر الكتاب بعد ثلاث سنوات قرأت الكتاب وعلقت عليه بماكتبته في النكت دون أن أراجع ما كتبته على نسخة الشيخ خالد لأنها ليست عندي، وأتوقع أن فيها ما ليس في النكت مما لم أتذكره حين كتبت النكت لبعد العهد، ولاشك أن في النكت ماليس في تلك التعليقات مما تبين لي بعد قراءة الكتاب في صورته الأخيرة التي نشرها المؤلف.

الوقفة السادسة

ذكر الدكتور السبت هنا أنه مطمئن بأن ما ينفع الناس فسيمكث في الأرض، فإن كان الكتاب كذلك فسيبقى، وأما إن كان غير ذلك فسيذهب ويضمحل لأن الله يقول {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} [الرعد:17] كما نشاهد كثيراً من الكتب التي تخرجها المطابع.

أقول: الاستدلال بالآية على المعنى المذكور فيه نظر، فماأكثر كتب الباطل التي مازالت موجودة من مئات السنين، ككتب الرافضة وغيرهم من أهل الضلال، وفيها من الشرك والكفر والبدعة ماأضل كثيرا من الناس، وماأكثر الكتب النافعة التي ألفها أهل السنة وضاعت ولم يصلنا منها شيء.

وأنا لم أرد بالنكت الحط من قدر كتاب فقه الرد، وقد ذكرت ذلك في المقدمة ووصفته بأنه كتاب نافع مفيد من حيث أهمية موضوع الكتاب، وجودة مادته العلمية، والأمانة في العزو والتوثيق، والدقة في نسبة الأقوال إلى أصحابها، وحسن إخراج الكتاب وطباعته مع رخص ثمنه، وغير ذلك من المحاسن والمزايا؛ وإنما قصدت بيان منهج الكتاب وواقعه بمايعين القارئ على الاستفادة منه، ويزيل عنه الالتباس والإشكال.

ولست أجحد قدر أخي الدكتور خالد السبت وفضله واجتهاده في ميادين الخير والنصح للأمة، وأعتز بمعرفتي به وزمالتي إياه في الكلية، وأسأل الله أن يكثر من أمثاله في أمتنا، وكل مافي النكت ماهو إلا مناقشات علمية لإفادة قارئ الكتاب، فهي لا تهدم الكتاب وإنما تخدمه كما بينت ذلك في المقدمة. وأسأل الله لي ولأخي الشيخ خالد السبت ولجميع المسلمين التوفيق والسداد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. الدمام 14/ 9/1429.

ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - 09 - 08, 06:14 م]ـ

ولكن يادكتور بسام وفقك الله

ألا ترى أن إخراج هذه المناقشات والكتاب لايزال جديدا غير مناسب.

لو خرجت بعد مرور سنة عليه في رأي كان أفضل.

ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[16 - 09 - 08, 02:37 م]ـ

الذي أراه ياشيخ عبدالله أن تأجيل هذه النكت غير مناسب فهذه المناقشات لاتضر الكتاب وإنما تفيد قارئه وتعينه على الاستفادة التامة منه، فقد تقع للقارئ تساؤلات وتلتبس عليه مواضع، وهذا ماحدث فعلا لبعض قراء الكتاب، وهذه المناقشات تزيل اللبس فيما أرى. وجزاك الله خيرا.

ـ[هشام التميمي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 11:12 م]ـ

جزاك الله خيرا يا أبا زارع ونفع الله بالشيخ

هذا الكتاب من أنفس ما قرأت، شكر الله للشيخ الأغر: خالد السبت، الذي ما يزال يُثري الساحة العلمية ويرفدها بكل خيرِ ونفع.

كان في نفسي ريبٌ وعدمُ اريتاح لرد الغانم على الشيخ خالد!!، و قد ابْتهجتُ كثيراً بقراءة هذا الموضوع.

أشكركَ يا كاتبه.

لم يخالف أحد في الثناء على الشيخ خالد وجهده في الساحة وجهوده الطيبة لكن الذي لا نريده أن يكون هذا حاجزا عن قبول الحق إذا لم يوفق له.

وفي ردك هذا فزعة ليس عليها أثارة من علم وفيها نوع لمز لشيخ فاضل وإلا فما معنى: ريب وعدم اتياح، ولم تقول الغانم هكذا وتلحقها بعلامات الانفعال؟

هما أخوان كريمان وشيخان فاضلان لهم جهود في الخير لا تنكر ومسائل العلم تناقش بالعلم ولا تناسبها الفزعات.

وليتك إذ أعرض الشيخ خالد وفقه الله عن الرد عليها انتصبت لذلك فينتفع الجميع من النقاش العلمي إن كنت تحسن ذلك وإلا دعه لمن يحسنه.

والذي لاحظته على كثير من أهل العلم حين يعرض عليهم كتاب لقراءته أو مراجعته أنهم أحيانا لا ينشطون لقراءته قراءة دقيقة بسبب كثرة أشغالهم والتزاماتهم وقلة الوقت المتاح فيكتفون بالمرور السريع وبحسن الظن في المؤلف.

كلام حق ووالذي نفسي بيده لقد وقع معي ـ وإن كنت لا أجعل نفسي كأهل العلم ـ هذا حين قرأت هذا الكتاب قراءة سريعة سطحية فأعجبني جدا، لكن حين قرأت تعليقكم رأيت أنكم أصبتم في جل ملحوظاتكم على الكتاب فبارك الله فيكم وشكر سعيكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير