ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 09 - 08, 08:11 م]ـ
وإنني أزعم - آسفًا - أن تلك الحرب نجحت نجاحًا كبيرًا في التسلل إلى شريحة من شبابنا، في ظل غفلتنا وتساهلنا.
وازدادت الشُّقة، واتسعت الهوة بين العلماء أنفسهم وأتباعهم من طلبة العلم، حتى تساءل الناس: ما هي الجامية، وهل هي الجهمية؟ وما هي القطبية، وهل لها علاقة بالقطب الشمالي، أو الأقطاب الصوفية؟!
ولماذا العالم الفلاني الكبير يسفه رأي العالم الفلاني الآخر في مسائل فقهية فرعية؟ وكل ذلك يجري على الصفحات اليومية للصحف ومواقع الإنترنت على الشبكة العنكبوتية المفتوحة للجميع.
!
لقد زارني - فقط - السنة الماضية في مدينة الرياض ما يُقارب ثمانية من الشباب، كلٌّ منهم على حدة، وهم - والله - من أذكياء الشباب، وعلى قدرٍ عالٍ من الثقافة العامة، وقد صارحوني بإلحادهم، وأنهم يريدون الحوار الأخير؛ لكي يصيروا إلى إحدى نتيجتين لا ثالث لهما: إما أن يستقروا على إلحادهم، ويصلوا إلى يقين في ذلك، وإما أن أُشككهم في إلحادهم، لنبدأ الطريق من جديد نحو الإيمان.
لقد قال أحدهم: بقي لدي 1 % من القابلية للإيمان، وأتيت لك لأمتحن هذه النسبة، وأقطع الأمر. وأحدهم أخبرني برغبته في الانتحار. وآخر يقول: إني كل يوم كأني آكل الثلج المالح؛ بسبب الشبهات الإلحادية التي تعصف به، وتزلزل كيانه. وإحدى الفتيات كانت مُتدينة، وشديدةَ الحماسة للدفاع عن دينها، وهي على خُلقٍ عالٍ وثقافة جيدة، وبعد سنوات من دخول الإنترنت، ومحاورة الفرق والطوائف والأديان المختلفة، أصبحت ملحدة!
: دور العلماء في صيانة عقول الشباب:
مما يحزنني حزنًا شديدًا، أنه حينما يسعى بعض العلماء لتنبيه العلماء وطلاب العلم إلى وجود تلك الحالات، وما يترتب على انتشارها من خطر، في ظل غياب دورهم المهم في دفعه، يُواجَهون - للأسف - ببرود وتجاهل، وتكرار عبارة: نحن بلد التوحيد!
لقد حدثني أحد الشباب - الذين تأثروا ببعض الشبهات - أنه ذهب إلى أحد العلماء الكبار؛ كي يدفع عنه آثار تلك الشبهات بالحجج العقلية والنقلية، فإذا به يُصدم بهذا العالم الجليل وهو يطرده من مجلسه، ويُهدده باستدعاء الشرطة!
جزاكم الله خيرا يا شيخ عايض على غيرتكم، ولا شك أن ما تفضلت به له شيء من الوجود، ولكن هذا الذي اقتبسته أنا هنا فيه شيء من المبالغات، وأحسِب أن شيئا من ذلك ظاهر.
وجزى الله أبا الحسن خيرا على نقله.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[11 - 09 - 08, 02:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب علي الفضلي
واعتذر للإخوة من عدم نقل رابط الموضوع وهذا هو من مصدره جزى من نشر مثل هذه المواضيع خيرا
http://www.alukah.net/articles/1/3670.aspx
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 09 - 08, 12:42 م]ـ
دور العلماء في صيانة عقول الشباب:
مما يحزنني حزنًا شديدًا، أنه حينما يسعى بعض العلماء لتنبيه العلماء وطلاب العلم إلى وجود تلك الحالات، وما يترتب على انتشارها من خطر، في ظل غياب دورهم المهم في دفعه، يُواجَهون - للأسف - ببرود وتجاهل، وتكرار عبارة: نحن بلد التوحيد!
لقد حدثني أحد الشباب - الذين تأثروا ببعض الشبهات - أنه ذهب إلى أحد العلماء الكبار؛ كي يدفع عنه آثار تلك الشبهات بالحجج العقلية والنقلية، فإذا به يُصدم بهذا العالم الجليل وهو يطرده من مجلسه، ويُهدده باستدعاء الشرطة!
بغض الطرف عن نية الشيخ عايض - وفقه الله تعالى - لكن هذا الأسلوب - في رأيي - خطأ، لأن هذا الأسلوب شأنه أن يسقط هيبة العلماء من قلوب الناس، وبالتالي سقوط المصداقية بل سقوط المرجعية، وهذا لا شك خطير، فمن هؤلاء العلماء الذين نبهوا العلماء ثم قابلوهم ببرود وتجاهل؟!!!
عالم واستدعى للرجل الشرطة!!! هذه تستدعي التعجب!!
وهذا الأسلوب ذكرني بأسلوب أحد الدعاة الذين يترددون على الكويت، فحَضَرَنا في مجلس فجائي، كنت جالسا فيه عرضا، فقالوا لي: هذا الشيخ فلان، فرحبت به، فجلس وأخذ طرف الحديث، وكان مما قال كلاما شبيها بهذا، ثم ضرب أمثلة: فقال كلاما معناه: (حضرت مرة عند عالم كبير!! فدخل عليه أحد خدمه فغضب عليه أنه تأخر في إحضار شيء ما فرماه بصحن أو بشيء ما!!! أين القدوة؟!! ثم استطرد قائلا: وحضرت مرة مجلسا قد دعي فيه عالمان!! فتناقشا في مسألة فوقع أحدهم في الآخر وارتفعت أصواتهما! ثم لما جاء الطعام، قام يأكلان، وإن واحدهم يأكل وزبد الأكل يتساقط من فمه!!! فهؤلاء قدوة وكذا) فقاطعته وقلت له: اتق الله تعالى، لماذا تريد أن تسقط هيبة العلماء من صدور الناس، أهذا هو توقير العلماء؟! وتكلمت قليلا، فاعتذر وقال: إنها سقطة!!، ولا أدري، هل هذا الاعتذار نابع من صميم الإحساس بالخطأ، أم أنها شنشنة نعرفها من أخزم؟!!
ولذا أقول:
أوردها سعد وسعد مشتمل ********* ما هكذا تورد يا سعد الإبل.