وفيه الحكم الأيلي، قال عنه أحمد: أحاديثه كلها موضوعة، وكذَّبه أبو حاتم والجوزجاني،نقل ذلك كله الذهبي في (الميزان 1/ 572).
وقد روي موقوفاً عليها عند النسائي في (الكبرى 2/ 256) باب ثواب من فطر صائماً ح (3332) من طريق عطاء عنها بلفظ:
"من فطر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً ".
لكن قال الإمام أحمد – فيما رواه الأثرم –: "ورواية عطاء عن عائشة لا يحتج بها إلاَّ أن يقول: سمعت" وهنا لم يصرح بما يفيد السماع، وعليه ففي الإسناد علَّة، وهي: احتمال تدليس عطاء، والله أعلم.
3 - عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:" من حج عن ميت فللذي حج عنه مثل أجره، ومن فطر صائماً فله مثل أجره، ومن دلَّ على خير كان له مثل أجر فاعله ".
أخرجه الطبراني في (الأوسط 6/ 127) ح (5818) من طريق علي بن بهرام، عن عبدالملك بن أبي كريمة، عن ابن جريج،عن عطاء،عن أبي هريرة به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلاَّ عبدالملك بن أبي كريمة، تفرد به علي بهرام".
وفيه عنعنة ابن جريج فإنه كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين – كما ذكر ذلك الدارقطني، كما في (تهذيب التهذيب 6/ 355) –، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في (التعريف) في المرتبة الثالثة (141).
وفي الإسناد: علي بن يزيد بن بهرام،لم أظفر له بترجمة، وقد قال الهيثمي في (المجمع 3/ 282): "فيه علي بن يزيد بن بهرام، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات".
4 - عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" من فطر صائماً فله مثل أجره ".
أخرجه الطبراني في (الكبير 11/ 187) ح (11449) من طريق الحسن بن رشيد عن ابن جريج،عن عطاء، عن ابن عباس به.
وفي إسناده الحسن بن رشيد، قال الذهبي في (الميزان 1/ 490): "فيه لين"، وقال أبو حاتم: "مجهول"، وبه ضعفه الهيثمي في (المجمع 3/ 157).
وفي الباب آثار عن بعض الصحابة، منها:
عن أبي هريرة –رضي الله عنه-:"من فطَّر صائماً، أطعمه وسقاه، كان له مثل أجره".
أخرجه (عبدالرزاق 4/ 311) ح (7906) قال:" أخبرنا ابن جريج عن صالح مولى التوأمة قال: سمعت أبا هريرة فذكره".
وفي الإسناد عنعنة ابن جريج، وقد سبق الكلام فيها قبل قليل.
وقد روى عبدالرزاق نحواً من هذا (4/ 311) ح (7908) عن أبي هريرة – وفيه قصة – لكنه من رواية عمر بن راشد اليمامي،عن يحيى بن أبي كثير، وقد قال الإمامان أحمد، والبخاري: إن أحاديثه عن يحيى منكرة مضطربة، كما في (تهذيب الكمال 21/ 340).
وبعد: فهذا ما وقفت عليه من أحاديث وآثار في معنى أو لفظ حديث الباب، وكلها لا تخلو من مقال، وبعضها شديد الضعف، وأحسنها حديث الباب، على ضعفٍ فيه، والله أعلم.
ومع هذا يقال:
إن هذا الحديث ـ وإن كان سنده منقطعاً ـ فضعفه ليس بالشديد، وكذا كثير من الأدلة التي سبق ذكرها،وأدلة الشريعة الأخرى تدل على صحة معناه،ففي صحيح الإمام (مسلم 3/ 1506) ح (1892) من طريق أبي عمرو الشيباني،عن أبي مسعود البدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: " من دل على خير فله مثل أجر فاعله ".
ولا ريب أن تفطير الصائمين من خصال الخير،لما يترتب عليه من المصالح العظيمة، وعلى رأسها: زيادة التآلف بين المسلمين مع تباعد أقطارهم،وتنائي ديارهم،وهذا لعمر الله من مقاصد الشريعة العظيمة،والله –تعالى- أعلم.
المصدر: موقع الإسلام اليوم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 09 - 08, 10:35 م]ـ
.إن الله يحب العبد الذي إذا أعطى أغنى المحروم،وإذا تصدق اكسب المعدوم، ولم يحوجه ليسأله كل يوم. ورحم الله عبدا أعان حرا على تعففه، فوالله الذي لا إله غيره لسفك دم الحياة عند الاحرار أهون من اراقة ماء الحياء. فافقهوا دينكم.
رحمك الله وجزاك خيرا
فائدة أرجو أن يثيبك الله عليها
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 02:45 ص]ـ
رحمك الله وجزاك خيرا
فائدة أرجو أن يثيبك الله عليها
ولا حرمك الله ثواب التنويه بها.
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 02:09 م]ـ
أما الحديث فقد صححه من المتقدمين أبو عيسى الترمذي وابن حبان وابن خزيمة والحاكم وغيرهم و صححه من المحدثين المحدثين الألباني وشعيب الأرنؤوط وغيرهما ... و الحديث ليس في مسائل الحلال والحرام حتى يتبارى الإخوان في التشددفي تضعيفه واستخراج علله،إنما هو في فضائل الاعمال، وكنت أرجو أن يلتفت الإخوة الى المعنى الذي اليه قصدت فيزيدونه توضيحا وبيانا،فيا لله ما أدق مداخل الشيطان في صرف المؤمنين عن فعل الخيرات!!!!!!