الحالِ، والخروجُ من الخلاف، وطرحُ الشكِّ، ولاسيما في هذه الشعيرةِ التي يتعلَّقُ بها ركنٌ من أركانِ الإسلام، يؤدِّيهِ ملايينُ البشر، وربما جرى عليه عملُ الأجيالِ القادمة.
ولهذا فإنَّ القولَ الصَّوابَ المؤيَّدَ بالدليل وأقوالِ العلماء لمن عزمَ على أداء العمرة أن يشترطَ على ربه عند عقدِ الإحرامِ قائلاً: إن حَبَسَنِي حابسٌ فَمَحِلِّي حيث حَبَسْتَنِي، ثم يتجِهُ إلى مكَّةَ ويَشْرَعُ في أداءِ العمرةِ؛ فإن استطاعَ أنْ يُتِمَّ كاملَ سعيهِ في المسعى القديم دونَ أن يُحْدِثَ ضرراً لنفسهِ، أو لغيره، ولم يمنعه أحدٌ من ذلك -وقد تيسَّر هذا لعددٍ من العمَّار- فليتِمَّ عمرتَه والحمد لله، فإنْ لم يستطعِ السعيَ، ولم يستطعِ البقاءَ لوقتٍ يتمكنُ فيه من إتمامِ نُسُكِهِ فهو مُحْصَرٌ حِيلَ بينه وبين إتمامِ النُّسُك، فيتحلَّل من عمرتهِ مجَّاناً لاشتراطهِ، ولا شيء عليه، كما دلَّ عليه حديثُ ضُبَاعَةَبنتِ الزُّبير رضي الله عنها، فإن لم يشترط فعليه دمٌ للإحصار يذبحه قبل أن يتحلَّل، ويوزعه على فقراء الحرم، ثم يحلق أو يقصِّر، هذا كلُّه على القولِ المعروفِ المشهورِ -وهو قولُ الجمهورِ-، وهو أنَّ السَّعيَ ركنٌ، ومن العلماءِ من يرى أنَّ السَّعيَ واجبٌ يسقطُ بالعجزِ، أو يُجبَرُ تركُهُ بدمٍ، لقولِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما المشهورِ، ومن سعى في المسعى الجديد (المُحْدَث) من العامَّةِ، إنْ كان قد أُفْتِيَ بذلك فهو على ذمَّةِ من أفتاه، وإلا فوجود المسعى وسعي جمهورِ الناسِ فيه أبلغُ من الفتوى بالقول، فيعذرُ على كلِّ حال.
هذا واللهَ أسألُ أنْ يوفِّق القائمينَ على شؤونِ المسجدِ الحرامِ للحقِّ والصوابِ، وأنْ يشرحَ صدورَهم لما قرَّرتْهُ هيئةُ كبارِ العلماءِ في هذه البلاد، وأن يرفعوا الحرجَ عن كثيرٍ من المسلمين الذين ترجَّحَ لديهم عدمُ جوازِ السَّعيِ في المسعى الجديد.
وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم
قرأ هذا المقال كاملاً قبل نشره الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر على فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك وقد استحسنه الشيخ وأضاف إضافة قيمة أفدتُ منها وضمنتها المقال، فجزاه الله خيراً.
http://www.dorar.net/art/102
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[12 - 09 - 08, 07:25 م]ـ
جزاك الله خيرا ً يا شيخ عبد الله ..
وحفظ الله مشايخنا .. ووحد كلمتهم وجمع شملهم وأطال في أعمارهم على طاعته ..
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[12 - 09 - 08, 11:58 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[13 - 09 - 08, 03:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالله وكذا صاحب المقال جزاه الله خيرا ... وبانتظار كلام الشيخ الفوزان واللحيدان والعباد وووو ... حفظهم الله جميعا
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[13 - 09 - 08, 12:40 م]ـ
الموضوع ليس هينا
فهناك من بدأ بالتسجيل مع حملات الحج من و سيدفع أكثر من عشرة آلاف ريال، فإذا كان وقت أداء المناسك و منع من السعي في المسعى القديم و كان هو ممن أخذ بفتوى من لا يرى جواز السعي في التوسعة الجديدة فقد أفسدت عليه عبادته و ضاعت أمواله.
أسأل الله أن يلهم المسؤولين لفتح المسعى القديم و جعله مسارين حتى لا يقع الحجاج و المعتمرين في الحرج.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[14 - 09 - 08, 02:18 ص]ـ
جزاك الله خير ونفع الله بالمشايخ الكرام ...
وقد ذكرت قبل فترة في هذا المنتدى المبارك نحو هذا التفصيل ... والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات. وقد ذكرت أهمية الاشتراط حتى لا يدخل في مسائل أخرى عند من يرى بالركنية كما قرر ذلك الشيخ علوي حفظه الله ونفع به. والحمد لله الذي علمنا مالم نعلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147495
ـ[عبدالعزيز الحامد]ــــــــ[14 - 09 - 08, 08:08 ص]ـ
ماذا عن من لم يؤد فرض العمرة -على القول به- وكذلك فرض الحج؟
الغالب -خصوصا في الحج- أنه لن يستطيع الطواف ذهابا وجيئة في المسعى القديم، فهل يؤجل الحج والعمرة ويترقب، أم يحج ويعتمر ويطوف احتياطا في الجديد وعليه شيء؟
هذا أمر مشكل خصوصا على القول بركنية السعي.
فما العمل؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[14 - 09 - 08, 01:53 م]ـ
جزى الله الشيخ الموفق علوي بن عبد القادر خيراً، وزاده الله توفيقاً وهدى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[14 - 09 - 08, 06:35 م]ـ
جزى الله الشيخ وبقية علمائنا خيرا
المسعى القديم يمتد حتى آخر مسار العربات الموجودة الآن، والرُخام القديم لا زال كما هو، والمسار الجديد النازل من الصفا للمروة لا زال واضحا أنه منفصل عن الجديد، فلم يركَّب فيه أي رُخام إلى الآن.
فمن أراد الحج أو العمرة ومُنع من السير في المسعى القديم سواء المسار النازل من المروة إلى الصفا أو السير في مسار العربات فليركب عربة ويسعى وهو راكب فهو في المسعى الصحيح إن شاء الله، وبهذا فلن يحتاج إلى التحلل من العمرة أو الوقوع في الحرج إن شاء الله.
أما وضع مسارين أو نحوها من الاقتراحات فلا أعتقد أن أحدا سيلتفت إليه، فالعمل يجري على قدم وساق دون التفات إلى رأي من خالف هذا التوجه، ومن طالع العدد الذي أصدرته مجلة الدعوة عن المسعى ورأى أسماء وأقوال بعض من نقلت أقوالهم ممن لا يلتفت إليهم لعلم أن المسالة مسألة تجميع أصوات المؤيدين ولو كانوا من غير أهل العلم الشرعي، نسأل الله السلامة.
¥