[يقول الله عزوجل: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة:8]
أما مبرتهم: فأن نحسن إليهم، وأما الإقساط إليهم: فأن نعاملهم بالعدل، ومعاملة الإنسان لغيره لا تخلو من ثلاث حالات:
- إما أن يعامل بالإحسان.
- وإما أن يعامل بالعدل.
- وإما أن يعامل بالجور.
فالمعاملة بالجور محرمة، حتى في حق غير المسلمين لا يجوز لك أن تعاملهم بالجور والظلم، حتى أن ابن القيم –رحمه الله تعالى- لما تكلم على قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم) قال: هذا إذا قالوا السلام غير واضح بحيث يُحتمل ويظن أنهم قالوا: السام، أما إذا قالوا السلام عليكم بلفظ صريح، فإنك تقول: وعليكم السلام، بلفظ صريح، لقوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)، وقال: هذا هو مقتضى العدل، وأما أمر الرسول – عليه الصلاة والسلام – بقوله: (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم) فقد بين النبي – صلى الله عليه وسلم – علته في حديث ابن عمر قال: (إن أهل الكتاب يقولون: السام عليكم، فإذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم) فبين عليه الصلاة والسلام علة هذا الحكم.
على هذا نقول: إنه لا حرج إذا سلموا علينا بلفظ صريح أن نرد عليهم السلام بلفظ صريح، وإذا هنؤونا بشيء، أن نهنئهم ونرد عليهم التهنئة، لكن تهنئتهم بشعائر دينهم محرمة بكل حال، كما لو أنا هنأناهم بعيد الميلاد أو غيره من أعيادهم فإن هذا حرام، لأن تهنئتهم بشعائر الكفر معناه الرضى بهذه الشعائر لهم.
وكما أنه لا يجوز أن تهنئهم على شرب الخمر وغيره مما حُرم، فكذلك لا يجوز أن تهنئهم بشعائر دينهم.
وإما إجابة دعوتهم ففيها تفصيل، إن كان في ذلك مصلحة ودعوة للإسلام فلا حرج في ذلك، فقد ثبت أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أجاب دعوة يهودي على خبز شعير وإهالة سنخة، وإن كان فيها محذور شرعي من مودتهم ومحبتهم والميل إليهم، والرضى بكفرهم، فإن هذا لا يجوز لأن صلاح القلب أمره مهم جدا، والقلب إذا مال إليهم أو رضي بكفرهم فإنه على خطر عظيم، ولهذا قال الله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة:22] اهـ.
الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى -.
من رسالة (الأقليات المسلمة) أشرف على طبعها: الدكتور عبد الله الطيار.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 09 - 08, 01:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي
عموما قد نقلت لك احاديث وآثارا
وكلام اهل العلم وفتوى امام اهل السنة ابن حنبل واستظهار ابن تيمية انه على الوجوب
ونقلت كلام ابن القيم وهو واضح
ونقل لك أخونا ابو الحسن فتوى المشايخ ابن باز وابن قعود وابن غديان وعفيفي
فأين ذهب هولاء من اهل العلم من كلام الشنقيطي ((ان اهل العلم يكرهون دعوة اجابة دعوة الذمي))
وأود أخي أن اختم كلامي في هذه المشاركة بأمرين
الاول = لطيفة
قال الحموي في فتاوى شيخ الإسلام أبي علي السغدي رحمه الله تعالى
حكي أن واحدا من المجوس كان كثير المال حسن التعهد لفقراء المسلمين يطعم جائعهم ويكسو عاريهم وينفق على مساجدهم ويعطي أدهان سرجها ويقرض محاويج المسلمين فدعا الناس لوليمة فشهدها كثير من أهل الإسلام وأهدى إليه بعضهم هدايا فكتب بعض إلى شيخ الإسلام أن أدرك أهل بلدك فقد ارتدوا بأسرهم
فذكر شيخ الإسلام أن إجابة دعوة أهل الذمة مرخصة في الشريعة، ومجازاة المحسن بإحسانه من باب الكرم والمروءة، والحكم بردة أهل الإسلام بهذا القدر غير ممكن كذا في الظهيرية انتهى ومن هذا قيل عن أبي حنيفة: لا بأس بعيادة النصارى وقيل وكذا المجوس وقيل بعدم الجواز واختلف في عيادتهم، والأصح عدم البأس، ويجوز تعزية اليهودي والمجوسي بموت ولده أو قريبه ويقول: أخلف الله عليك خيرا منه، وأصلحك
الثاني
أقول لأخي الكريم الفاضل علي الفضلي
سدد الله خطاك وجعل الجنة مثواك وأحب أن أقول لك ما قاله الشافعي ليونس
=== ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ==
والله اعلم واحكم
ـ[الديولي]ــــــــ[17 - 09 - 08, 04:03 م]ـ
بارك الله فيك
عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ". رواه مسلم
قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة؟!
¥