الدليل الأول: حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: استأذن العباس رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل السقاية فأذن له. البخاري (1634)، ومسلم (1315).
والسقاية: إعداد الماء للشاربين بمكة، يذهب أهلها القائمون بها ليلاً، يستقوا الماء من زمزم ويجعلوه في الحياض مسبلاً للشاربين.
ووجه الدلالة: أنه إذا ثبتت الرخصة في ترك المبيت بمنى لأهل السقاية وهم يجدون مكاناً للمبيت بمنى، فمن باب أولى أنْ تثبت لمن لم يجد بمنى مكاناً يليق به؛ لأن الرخصة ثبتت لأهل السقاية لأجل الناس، مع أن السقاية تحصل من غيرهم، فكيف لا تثبت الرخصة لمن عجز عن المبيت، ولمن لا يجد مكاناً يبيت فيه.
الدليل الثاني: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أرخص لرعاء الإبل في البيتوتة خارجين عن منى، يرمون يوم النحر، ثم يرمون الغد ومن بعد الغد ليومين، ثم يرمون يوم النفر. أخرجه مالك في الموطأ (1/ 408)، وأحمد (5/ 450)، وأبو داود (1975)، والترمذي (955)، والنسائي (5/ 273)، وابن ماجه (3037).
والذي لا يجد مكاناً يصلح للمبيت بمنى أولى بالرخصة من رعاة الإبل، وهذا ظاهر.
الدليل الثالث: ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما - أنه كان يقول: "إذا كان للرجل متاعٌ بمكة يخشى عليه الضيعة إنْ بات بمنى، فلا بأس أن يبيت عنده بمكة" أخرجه سعيد بن منصور في سننه، وغيره.
وقد ألحق أهل العلم بمن تقدم كلَّ من له مال يخاف ضياعه، أو أمر يخاف فوته، أو مريض يحتاج أن يتعهده.
وفي معنى هؤلاء في جواز الترخص بترك المبيت بمنى، بل أولى به منهم: من لا يجد مكاناً يليق به يبيبت فيه، وكذلك من خرج ليطوف بالبيت الحرام فحبسه الزحام حتى فاته المبيت بمنى؛ فإن تخلفهما عن المبيت بمنى سببه أمر خارجي، ليس من فعلهما، ولا يستطيعان رفعه.
وعلى هذا فالطرق ليست مكاناً للمبيت، بل لا ينبغي لأحدٍ أن يبيت بها، ومن فعل فقد أساء وتعدى وظلم، بل ويخشى عليه الإثم؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم - نهى عن الجلوس في الطرقات. ولا يخفى ما في المبيت في الطرقات من تعريض النفس للتهلكة، وانكشاف العورات، لا سيما من النساء، وما يسببه جلوسهم وإيقاف سياراتهم على جنبات الطريق من التضييق والزحام وتعطيل السير.
ولا شك أنَّ حفظَ النفس والعرض أولى من واجبٍ وردت الرخصة بسقوطه عن العاجز وذي الحاجة، والمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة.
ولذا فإن الافتراش الحاصل الآن في الطرقات وتحت الجسور وما يسببه من مضار على الحجاج، وإعاقة للسير، وتضييق للطرق وتعريض النفس والغير للأذى والهلكة من العسر والحرج الذي جاءت الشريعة السمحة برفعه، (وما جعل عليكم في الدين من حرج) وإيذاء للنفس وتعذيب لها، (والله غني عن تعذيب هؤلاء أنفسهم)، كما أن في صورة هذه الحشود بهذا المنظر المزري والذين يعلن على العالم كله إساءة بالغة لسماحة الشرع المطهر الذي ماجاء بشيء من هذا ولا أمر به.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=38857
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[25 - 01 - 04, 06:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل أباعمر ..
* معاذ الله أن أكون متهماً لك .. فلم نعهد عليك مثل هذا ..
وكذا من أطلقها فلا أظنه يقصد ذلك لكنها من لغو الحديث ...
*) وصدقت في قولك أنها مسألة اجتهادية يسع فيها الخلاف ولا يسع فيها الاختلاف.
*) أما قولك أن الفتوى غير التقوى فصحيح أيضا وقد كان معنا من طلبة العلم الراسخين من يذهب بدون علم البقية ـ غير أمير الركب ـ .. ولا يفعله إلا تورعاً وخروجاً من الخلاف.
*) نقل موفق أخي الصارم لهذه الفتوى ..
*) وهنا لفتة وتذكير بالقاعدة الأصولية وهي ((أن مراعاة حال العبادة أولى من مراعاة مكانها)) ومن أمثلتها البعد عن البيت مع تطبيق الرَّمَل أولى من القرب مع ترك هذه السنة والانشغال في الزحام.
وإن الذي يجلس في الشوارع والأرصفة لا يتمكن أداء السنن وقراءة القرآن بخشوع بل ينشغل بالمارة والمناظر المتكررة المزعجه والسائلين والبائعين وكذا الموزعين ..
و - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
-
ـ[الصارم المنكي]ــــــــ[25 - 01 - 04, 10:30 ص]ـ
اخي الفاضل ابو عمر نشكر لك كريم ضيافتك لكن اقول:
اين يقع هذا المكان الذي تعنيه من منى هل هو شمالها او جنوبها او او .. تحديد المنطقه!!؟؟
ثم هل هذا المكان خاص لمن اراد المبيت به! او خاص بالطرق وعبور المشاة او مواقف خاصه للحافلات؟
ما ادري ماذا يكون هذا المكان؟؟ نرجو الافاده وجزاكم الله خيرا ..
ونشكر الاخ ابن عبد البر علي ما افادنا به من معلومات ..
ـ[الصارم المنكي]ــــــــ[27 - 01 - 04, 07:29 ص]ـ
في انتظار الاخ ابو عمر!!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[27 - 01 - 04, 09:25 ص]ـ
الأخ الفاضل: الصارم ... وفقه الله
1 - المبيت في منى لا يلزم منه النوم؛ فعليكم أيها الناس بالافتراش على جنباتها دونما تضييق على أحد.
أو قضاء (معظم الليل) لا كله في نقاش علمي مع أخ لك أو قراءة القرآن أو التسوُّق؟! ... الخ
2 - وهذه الجنبات التي أوصي بها أوضحهها المسار الذي بين الجمرات وبين مسجد الخيف على يمين جسر الجمرات.
- هذه المنطقة واسعة ويفترشها كثير من الحجاج، وصارت في السنين الماضية مكان جلوس لهم.
والعسكر لا يمنعون أحداً من الجلوس إلاَّ قبيل الجسر بقليل.
قد يقال إنَّ هذا ممرَّ الناس ولكنه صار مكان جلوسهم ونومهم.
والناس صاروا يمرُّون من تحت الجسر أو على مسارات خلال هذه المنطقة.
- هذه واحدة مما أعرف من المناطق!
¥