ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[19 - 09 - 08, 05:20 م]ـ
عن أبي سعيد الخدري قال: قبض الرسول صلى الله عليه وسلم واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة
وفيهم أبو بكر وعمر قال: فقام خطيب الأنصار فقال: اتعلمون أنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره قال: فقام عمر بن الخطاب فقال: صدق قائلكم ولو قلتم غير هذا لم نبايعكم فأخذ بيد أبي بكر وقال: هذا صاحبكم فبايعوه. فبايعه عمر وبايعه المهاجرون و الأنصار. قوال: فصعد أبو بكر المنبر فنظر في وجوه القوم فلم ير الزبير قال: فدعا الزبير فجاء قال: يا ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أردت أن تشق عصا المسلمين؟!
قال: لا تثريب عليك يا خليفة رسول الله فقام فبايعه.
ثم نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فدعا علي بن اي طالب رضي الله عنه قال: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم و ختنه على ابنته أردت ان تشق عصا المسلمين؟!
قال: لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه.
ذكره الحافظ بن كثير في البداية والنهاية و عزاه الى البيهقي و نقل عن الحافظ النيسابوري أنه قال: سمعت ابن خزيمة يقول: جاءني مسلم بن حجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة و قرأته عليه فقال: هذا حديث يساوي بدنة فقلت: يساوي بدنة!! بل يساوي بدرة) والبدرة كيس الذهب (
وفيه تصحيح صريح لجهبذين من جهابذ السُنة لهذا الحديث هما الإمام مسلم –وهو من هو- وكذلك ابن خزيمة رحمهما الله تعالى.
و كيف يمكن الجمع بينها وبين رواية تأخر علي عن البيعة؟
الجواب باختصار من وجهين:
1) الجمع بين الروايتين على افتراض صحتهما بأن عليا بايع أبا بكر مرتين، الأولى: عقب تولي أبي بكر الخلافة مباشرة، والثانية: بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها وذلك بعد ستة أشهر من وفاة النبي واستخلاف أبي بكر، وكانت البيعة الثانية تجديدا للبيعة الأولى، وسبب البيعة الثانية إزالة الوحشة التي وقعت بينهما بسبب أرض فدك.
2) الترجيح بين الروايتين من جهة الإسناد ومن جهة أن المثبت مقدم على النافي فتكون الرواية الراجحة هي التي فيها إثبات مبايعة علي لأبي بكر مع مبايعة بقية الصحابة له على الفور، ويكون ما جاء في رواية تخلف علي عن بيعة أبي بكر وهماً توهمه بعض الرواة فحسب أنه يلزم من كون علي بايع بعد ستة أشهر أنه تخلف عن البيعة الأولى، وهذا ليس بصحيح.
وهذان الوجهان هما خلاصة ما أجاب به شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر وغيرهم من الأئمة.
وهذا نص عبارة الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح:
" ... وَقَدْ تَمَسَّك الرَّافِضَةُ بِتَأَخُّرِ عَلِيٍّ عَنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْر إِلَى أَنْ مَاتَتْ فَاطِمَة , وَهَذَيَانُهُمْ فِي ذَلِكَ مَشْهُور. وَفِي هَذَا الْحَدِيث مَا يَدْفَع فِي حُجَّتِهمْ , وَقَدْ صَحَّحَ اِبْن حِبَّانَ وَغَيْره مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ وَغَيْره أَنَّ عَلِيًّا بَايَعَ أَبَا بَكْر فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ , وَأَمَّا مَا وَقَعَ فِي مُسْلِم " عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ لَمْ يُبَايِع عَلِيٌّ أَبَا بَكْر حَتَّى مَاتَتْ فَاطِمَة , قَالَ: لَا وَلَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِم " فَقَدْ ضَعَّفَهُ الْبَيْهَقِيُّ بِأَنَّ الزُّهْرِيَّ لَمْ يُسْنِدْهُ , وَأَنَّ الرِّوَايَةَ الْمَوْصُولَةَ عَنْ أَبِي سَعِيد أَصَحّ , وَجَمَعَ غَيْره بِأَنَّهُ بَايَعَهُ بَيْعَة ثَانِيَة مُؤَكِّدَة لِلْأُولَى لِإِزَالَةِ مَا كَانَ وَقَعَ بِسَبَبِ الْمِيرَاثِ كَمَا تَقَدَّمَ.اهـ فتح الباري 7/ 495
منقول بتصرف
-------
أما بالنسبة لبيعة فاطمة، نقول أنه ليس للنساء بيعة، فلم تبايع زوجات الصحابة، إنما يجزء مبايعة الرجال عنهن.
وبهذا يزول الالتباس
وتكون كلمة الذين آمنوا هي العليا
وكلمة الروافض وأذنابهم السلفى