[جواب ابن باز رحمه الله فى حكم حسينيات الرافضه]
ـ[ابوعامر]ــــــــ[18 - 02 - 03, 11:27 م]ـ
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم المستفتي: م. أ. ـ الكويت. وفقه الله لما فيه رضاه وزاده من العلم والإيمان آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد:
فقد وصلني كتابكم الكريم وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق، وما تضمنه من السؤالين كان معلوما.
الأول: ماحكم حسينيات الرافضة وما يحصل فيها من لطم وخمش للخدود ونوح وشق للجيوب وضرب يصل أحيانا بالسلاسل مع الاستغاثة بالأموات وآل البيت الكرام؟
والجواب: هذا منكر شنيع وبدعة منكرة، يجب تركه، ولا تجوز المشاركة فيه، ولا يجوز الأكل مما يقدم فيه من الطعام؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم من أهل البيت وغيرهم لم يفعلوه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أخرجه مسلم في صحيحه، وعلقه البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه جازما به. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
أما الاستغاثة بالأموات وأهل البيت: فذلك من الشرك الأكبر بإجماع أهل العلم؛ لقول الله سبحانه: (ومن يدع مع الله إلها آخر لابرهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لايفلح الكافرون)، وقال عز وجل: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) وقال سبحانه: (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لايستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين)، وقال سبحانه: (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه مايملكون من قطمير إن تدعوهم لايسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ماستجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولاينبئك مثل خبير) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة) أخرجه أهل السنن الأربع بإسناد صحيح، وروى مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: (لعن من ذبح لغير الله).
فالواجب على جميع الشيعة وعلى غيرهم إخلاص العبادة لله وحده، والحذر من الاستغاثة بغير الله، ودعائهم من الأموات والغائبين، سواء كانوا من أهل البيت أو غيرهم.
كما يجب الحذر من دعاء الجمادات والاستغاثة بها من الأصنام والأشجار والنجوم وغير ذلك؛ لما ذكرنا من الأدلة الشرعية.
وقد أجمع العلماء من أهل السنة والجماعة من الصحابة وغيرهم على ذلك.
الثاني: ماحكم الذبائح التي تذبح في هذا المكان بهذه المناسبة؟ وكذلك ماحكم مايوزع من هذه المشروبات في الطرقات وعلى العامة من الناس؟
والجواب عن هذا السؤال: هو الجواب عن السؤال الأول، وهو: أنه بدعة منكرة، ولا تجوز المشاركة فيه ولا الأكل من هذه الذبائح ولا الشرب من هذه المشروبات، وإن كان الذابح ذبحها لغير الله من أهل البيت أو غيرهم فذلك شرك أكبر؛ لقول الله سبحانه: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) وقوله سبحانه: (إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر) والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم وسائر إخواننا المسلمين لكل مايحبه ويرضاه، وأن يعيذنا وإياكم وسائر إخواننا من مضلات الفتن، إنه قريب مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المرجع: مجلة البحوث الإسلامية العدد 50 ص 75 - 78