…فإن قلت: هذه بدعة كنت ترتكبها مع زعمك أنك تحارب البدع أقول: إنني اجتهدت فرأيت أنني لو لم أفعل ذلك لم أستطع أن أكون إماما في صلاة الجمعة و لا مدرسا و واعظا في ذلك المسجد, و أن ما يحصل من الخير بنشر التوحيد و اتباع السنة يربوا على تلك البدعة أضعافا مضاعفة على أن الدعاء لشخص معين في خطبة الجمعة لا بأس به و لكن المداومة عليه فيها ما فيها".اهـ
الفائدة (24)
قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي – رحمه الله تعالى –كما في (الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة):" في ذات جمعة دعوت الناس إلى أن يجمعوا تبرعات للمجاهدين في الجزائر و قلت لهم: كل متبرع يعد ما يتبرع به و سيأتي في الجمعة التالية ممثل الجزائر السيد محمد الروابحية و يتسلم التبرعات فاهتم بذلك رجال المباحث و لكنهم اقتصروا على استنطاق المصلين و لم يتعرضوا لنا بسوء ".اهـ
الفائدة (25)
قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي – رحمه الله تعالى –كما في (الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة):" قال ابن الجوزي في كتابه (تلبيس ابليس):"قال الشافعي: رحمه الله لو أن رجلا صحب الصوفية من الصبح إلى الظهر لم يبق له عقل".
…قال محمد تقي الدين: و أنا أصدقه و أزيد عليه: و لا دين. و نحن إنما نذم الصوفية المبتدعين و المشركين و الملاحدة كابن عربي الحاتمي و ابن الفارض, و إذا كان الصوفية في زمان الشافعي رحمه الله موصوفين بأن من صاحبهم يفقد عقله فما بالك بصوفية الأزمنة المتأخرة؟! ".اهـ
الفائدة (26)
قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي – رحمه الله تعالى –كما في (الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة):" قال لي الشيخ عبد الله بن حسن رحمة الله عليه ما رأيك في أن تكون إماما و خطيبا في المسجد النبوي؟ فقلت له: أقبل بشرط أن لا أنقص عن عشر تسبيحات في السجود و الركوع فقال لي: هذا كثير على الناس لا يتحملونه فقلت: و أنا لا أقبل إلا بهذا الشرط, فقال لي: إذا نعطيك عملا آخر و هو مراقبة المدرسين في المسجد النبوي فقلت: قبلت, هذا مع أن الشيخ عبد الله بن حسن رحمة الله عليه حين سافرنا إلى المدينة كان يقدمني دائما إماما في الصلاة فهو رحمة الله عليه كان يستحسن ما اخترته من إمام الركوع و السجود و الاعتدال إلا أنه رأى أن عامة المصلين يشق عليهم ذلك فالله يجزل ثوابه و يرحمه رحمة واسعة".اهـ
الفائدة (27)
قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي – رحمه الله تعالى –كما في (الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة):" …كان في صحن المسجد النبوي بئر و نخلة و شجيرات و كان الجهال يسمون ذلك بستان فاطمة و يتبركون بالنخلة و تمرها و بالشجيرات و البئر و يعتقدون أن بئر زمزم تجري تحت الأرض حتى تتصل بذلك البئر يوم عاشوراء من كل سنة, فيقبل الناس في يوم عاشوراء على تلك البئر و يأخذون منها ماء كثيرا للتبرك به فاستشارنا الشيخ عبد الله بن حسن رحمة الله عليه في طمس البئر و إزالة البستان فلم نتردد في الموافقة على ذلك, لأن المسجد كله و قف للصلاة و لا يجوز أن يشغل بغيرها, و لأن الجهال يفتتنون بماء البئر و النخلة و الشجيرات فكتب رحمه الله إلى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله يخبره بما رأينا و يستأذنه في تنفيذه, فجاء الإذن فأمر الشيخ بطم البئر و قلع تلك الأشجار و تسوية الأرض فكانت من حسناته رحمة الله عليه, و لما قلعة النخلة و الأشجار و قطعت و حملت على خارج المدينة انتظر المفتونون بها مجيء الليل بظلامه فأخذوها كلها و لم يبقوا شيئا, و لابد أن يكونوا قد اقتتلوا عليها لينال كل واحد منهم قطعة صغيرة من الأشجار و أوراقها.
…و هنا نذكر شجرة ذات أنواط التي كانت للمشركين في الجاهلية ينوطون بها أسلحتهم و يتبركون بها, قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد: باب من تبرك بشجر أو حجر و نحوهما و مضى إلى أن قال: و عن أبي واقد الليثي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى حنين و نحن حدثاء عهد بكفر و للمشركين سدرة يعكفون عندها و ينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"الله أكبر إنها السنن قلتم و الذي نفسي بيده كما قالت بنوا غ7سرائيل لموسى {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون} لتركبن
¥