ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:56 ص]ـ
شروط صحة الاعتكاف؟
سأذكر شروطًا متفقًا عليها وشروطًا راجحة وشروطًا مرجوحة.
أولاً: ركن الاعتكاف شيء واحد، بعض العلماء جعل الأركان أربعة أو خمسة، والصحيح أن ركن الاعتكاف ركن واحد، وهو اللبث في المسجد، أي: لزوم المسجد لطاعة الله جل وعلا، ولعبادته، وهذا الركن لا بد أن يدور معنا في كثير من الأحكام، وهو قاعدة مهمة تنفعنا في بيان أن من خرج عن هذا الركن فقد وقع إما في التقصير أو وقع في إبطال الاعتكاف، فنقول ركن الاعتكاف شيء واحد على القول الصحيح وهو: اللبث في المسجد.
ثانيًا: أمَّا شروط الاعتكاف المتَّفَق عليه، فأذكر الآن حسب ما لدي خمسة شروط: وهي (الإسلام، والعقل، والتمييز، والنيَّة، وأن يكون في مسجد). وشرط أن يكون في مسجد قد يقول قائل لا حاجة إليه هنا؛ لأنه ركن، لكن ذكره بعض العلماء من باب التأكيد حتى لا يجلس إنسان في مصلَّى في بيته أو في مصلى آخر ويقول اعتكفت.
أمَّا المختلف فيها والراجِح اشتِراطها فهي: الطهارة من الحيض والنِّفاس والجنابة، هذا شرط على الراجح، وأيضًا إذن السيد للرقيق، وإذن الزوج للزوجة هذه شروط راجحة.
ثالثًا: المختلف فيها وهي مرجوحة، فالصوم، أي: لا يصح الاعتكاف إلا بصوم، هذه أكثر مسائل الاعتكاف خلافًا، والراجح أنه يجوز الاعتكاف بدون صوم، واشتراط الصوم لا يوجد دليل صحيح صريح على اشتراطه، واستدل القائلون بعدم اشتراطه، بحديث عمر: ((إنني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام)) ومعروف أنَّ الليل ليس مكانًا للصيام استقلالاً، وإنما قد يكون تبعًا، كمن واصل الصيام، فما دام صح اعتكاف الليل، والليل ليس مكانًا للصيام استقلالاً دل ذلك على أنه لا يشترط الصوم في الاعتكاف.
مسألة اعتكاف المستحاضة:
المستحاضة اختلف العلماء: هل تعتكف؟
اختلف العلماء في هذه المسألة والصحيح جواز اعتكاف المستحاضة كما ثبت عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، تقول عائشة - رضي الله عنها -: اعتكفت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – امرأة من أزواجه مستحاضة، فكانت ترى الصفرة والحمرة فربما وضعت الطست تحتها وهي تصلي؛ رواه البخاري، أي: حتى لا تلوث المسجد، إذن المستحاضة كما أنه يجوز لها الصلاة ويجوز لها الصيام ويجوز أن يقربها زوجها فكذلك يجوز لها أن تعتكف بشرط أن تتحفظ، حتى لا تؤذي و لا تلوث المسجد، ويلحق بالمستحاضة ما في معناها كمن به سلس البول والمذي والودي ومن به جرح يسيل، لكن يشترط لكل هؤلاء أن لا يلوثوا المسجد.
مكان الاعتكاف؟
ذكرنا أنَّ المسجد يعتبَر شرطًا لصحة الاعتكاف ولا يصح في غيره، بل قد حكي إجماعًا، قال القرطبي: أجمع العلماء على أن الاعتكاف لا يكون إلا في مسجد، وقال في المغني: لا نعلم في ذلك خلافًا، وقال ابن رشد: اتَّفق العلماء على مشروطية المسجد للاعتكاف إلا محمد بن عمر بن لبَابَة فأجازه في كل مكان وهو قول ضعيف، لكن بالنسبة للرجل لا يصح أن يعتكف إلا في مسجد تقام فيه جماعة حتى لا تفوته الجماعة، إلا إن كان من أهل الأعذار، فإن كان من أهل الأعذار ممن لا تجب عليه صلاة الجماعة؛ فيجوز له أن يعتكف في المسجد وإن لم تقم فيه الجماعة، أما المرأة فشرط المسجد واجب أيضًا لكن يجوز لها أن تعتكف في مسجد لا تقام فيه الجماعة.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:57 ص]ـ
هل يصح أن تعتكف المرأة في مسجد بيتها؟
الصحيح وهو قول جمهور العلماء أنه لا يجوز للمرأة أن تعتكف في مسجد بيتها، أي: مصلى بيتها؛ فليس مكانًا للاعتكاف، إن استطاعت أن تعتكف في المسجد مع شرط أمن الفتنة فيجوز لها أن تعتكف، و إلا فهي في سَعة من أمرها، ولا تعتكف في مصلاها، هذا على القول الراجح؛ لأنَّ النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلم – لما استأذنه أزواجه أذن لهن بالاعتكاف، ولو كان يشرع بالبيت لدلهُنَّ على ذلك، كما دل على أنَّ صلاة المرأة في بيتها أفضل لها، فعدم بيان النبي – صلى الله عليه وسلم – مشروعية الاعتِكاف في البيت بل وإذنه للنساء بالاعتكاف في المسجد دليل على أن البيت ليس مكانًا للاعتِكاف، ولو كان مكانًا للاعتكاف كما كان مكانًا للصلاة، لدل عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – هذه مسألة مهمَّة؛ لأنَّ بعض النساء كما بلغني تعتكف في مصلى
¥