أما الحسابون فلا يلتفت إليهم ولا يعول على حسابهم، ولا ينبغي لهم أن ينشروا حسابهم، وينبغي منعهم من نشر حساباتهم؛ لأنهم بذلك يشوشون على الناس، لا في مسألة رؤية الهلال ولا في مسألة الكسوفات؛ لما في إعلانهم من التشويش على الناس، ولأنه لا يجوز العمل بقولهم. وقد حكى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إجماع أهل العلم على أنه لا يعتمد على قول أهل الحساب في دخول رمضان ولا في خروجه " ا. هـ كلامه رحمه الله تعالى.
... الوجه التاسع:
من مفاسد العمل بالحساب الطعن في شهود الشرع الشريف، ورميهم بالتسرع في تأدية الشهادة، والغفلة والجهل والتأخر، وأنهم يأخذون مالا مقابل التبليغ بالرؤية.
وهذا إبطال لحجج الشرع الشريف وبيناته.
ثم هو طعن فيهم بمجرد الظن، وهو منهي عنه في الشرع الشريف:
قال الله تعالى: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) سورة يونس (36) وقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) سورة الحجرات (12)
والظن أكذب الحديث، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ " رواه البخاري ومسلم.
فمن كذَّبَ الشهودَ العدولَ في رؤية الهلال واتبع الحُسَّاب الذين يقذفون بالغيب من مكان بعيد، يكون قد اتبع الظن والهوى، وأعرض عن الهدى الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرفع بذلك رأسًا.
قال الله تعالى: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى) سورة النجم (23) وقال عز وجل: (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) سورة النجم.
... الوجه الحادي عشر:
من مفاسد العمل بالحساب الطعن في ولاة الأمر الذين يعملون بحكم القضاة بقبول شهادة العدول على رؤية الهلال، ويأمرون الرعية بالعمل بشهادتهم.
... الوجه السابع:
من مفاسد العمل بالحساب الظاهرة تلبيس الحق بالباطل، حتى يصير الحساب مقدما على الرؤية وحاكما عليها، فلا تقبل إلا إذا شهد لها الحساب، فيصير كلام الحُسَّاب والفلكيين والمتكلفين والظانِّين وأهل الأهواء - ممن لاتعرف ديانته وعدالته - مقدما على كلام قضاة الشرع والشهود المعدَّلين.
وانظر:
" كتاب بطلان العمل بالحساب الفلكي في الصوم والإفطار، وبيان ما فيه من مفاسد،
ووجوب العمل بالرؤية الشرعية الثابتة عن خير البرية صلى الله عليه وسلم، من ثلاثين وجهًا ".
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147315
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[30 - 09 - 08, 05:34 م]ـ
وهناك إثباتات من الشهود كثيرة على مخالفة الحساب بالرغم من تحري الدقة في الحسابات قدر المستطاع. وحيث أن الشهادة عند إثباتها يُسأل الشاهد عن شكل القمر واتجاه فتحته وموقعه من الشمس (هذا نظام المحاكم في المملكة) فيصعب بل يستحيل ردّ شهادة المعايِن للهلال من أجل حسابات، لأن الرائي أثبت من غيره
إذا كان هذا ما يُسأل عنه الشاهد فقط فليـ .... !
ماذا لو لم يكن مسلما! بعض البلاد بها نصارى ودروز
ماذا لو كان مسلما مجاهرا بالمعاصي مدخنا تحديدا! وهذا ما أسأل عنه تحديدا حماني الله وإياكم من الإدمان. لأني أسمع مدخنين يقولون لنشهدن ولنفطرنكم!
ـ[الدسوقي]ــــــــ[30 - 09 - 08, 07:28 م]ـ
... الطعن في شهود الشرع الشريف، ورميهم بالتسرع في تأدية الشهادة، والغفلة والجهل، وأنهم يأخذون مالا مقابل التبليغ بالرؤية، وأنهم مدخنون.
* وهذا إبطال لحجج الشرع الشريف وبيناته.
* ثم هو طعن فيهم بمجرد الظن، وهو منهي عنه في الشرع الشريف:
¥