* قال العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله: (الأحاديث دلت بمجموعها على انحصار الوصول إلى اليقين المذكور بأحد الطريقين. فالصيام حكم سببه: الرؤية للهلال أو الإكمال) ا. هـ
... نَفَي النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحساب عن الأمة المحمدية فيما يتعلق بالصوم والإفطار.
فعن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قال: " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ ولا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ " رواه البخاري ومسلم.
... فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما فيكون قد صحح ما أبطله النبي - صلى الله عليه وسلم - وأثبت ما نفاه، ويكون قد اتبع غير سبيل المؤمنين.
فعن سَعْدِ بن عُبَيْدَةَ قال: سمع ابن عُمَرَ رضي الله عنهما رَجُلًا يقول اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ النِّصْفِ فقال له ما يُدْرِيكَ أَنَّ اللَّيْلَةَ النِّصْفُ سمعت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: " الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ الْعَشْرِ مَرَّتَيْنِ وَهَكَذَا في الثَّالِثَةِ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ كُلِّهَا وَحَبَسَ أو خَنَسَ إِبْهَامَهُ " رواه مسلم.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (قَوْلهُ: " إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ " هُوَ خَبَرٌ تَضَمَّنَ نَهْيًا. فَإِنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ الْأُمَّةَ الَّتِي اتَّبَعَتْهُ هِيَ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ أُمِّيَّةٌ لَا تَكْتُبُ وَلَا تَحْسُبُ. فَمَنْ كَتَبَ أَوْ حَسَبَ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي هَذَا الْحُكْمِ. بَلْ يَكُونُ قَدْ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ هُمْ هَذِهِ الْأُمَّةُ فَيَكُونُ قَدْ فَعَلَ مَا لَيْسَ مِنْ دِينِهَا وَالْخُرُوجُ عَنْهَا مُحَرَّمٌ مَنْهِيٌّ عَنْهُ فَيَكُونُ الْكِتَابُ وَالْحِسَابُ الْمَذْكُورَانِ مُحَرَّمَيْنِ مَنْهِيًّا عَنْهُمَا) ا. هـ
... فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما يكون قد خالف أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ونهيه، وقد قال الله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:" أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لَعَلَّهُ إذا ردَّ بعضَ قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك ".
وانظر:
كتاب بطلان العمل بالحساب الفلكي في الصوم والإفطار،
وبيان ما فيه من مفاسد، ووجوب العمل بالرؤية الشرعية الثابتة عن خير البرية صلى الله عليه وسلم، من ثلاثين وجهًا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147315
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 10 - 08, 10:38 م]ـ
شيخنا محمد، عند القائلين باعتبار الحساب ليس من الضروري أن يرى الهلال في كل بلدة في المغرب إذا رؤي في المشرق. لأن الهلال قد لا يوجد في مقابل البلدة المعنية وقت غروب الشمس.
ولذلك يعملون لوائح إمكانية الرؤية.
فمثلاً، بحسب لائحة الرؤية ليوم الثلاثاء، فإن الهلال يمكن رؤيته في الشرق في أجزاء من أستراليا، لكن لا يمكن رؤيته في ساحل أمريكا الشرقي.
والله أعلم.
http://www.moonsighting.com/vis-maps.html
هذه مسألة أخرى أنه يمكن مشاهدة القمر في القسم الجنوبي من الأرض بشكل أوضح حيث يكون ارتفاع القمر فوق الأفق أكبر في هذا الوقت من السنة. لكن هذه المسألة هي غير مسألتنا لأني أتكلم عن مناطق على خط عرض واحد تقريباً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 10 - 08, 12:22 ص]ـ
ثانياً: من يقرأ كلامك يفهم أننا وقعنا في تناقض، ولا أدري ما هي حجتك الشرعية كي تلزمنا بأنه إما أن نعمل بالحساب الفلكي أو نقول باتحاد المطالع فلم يكن لنا من الشرع إلا هذان الأمران.
المقصود أن من يتابع السعودية إنما يقولون باتحاد المطالع، وقد تناقضوا هذا العام لأنه قد تم رؤية الهلال في نيجيريا وأفطر ملايين المسلمين فيها يوم الاثنين، وهم لم يعتبروا شهادتهم. فلا هم أخذوا بوحدة المطالع ولا بالحساب الفلكي.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[02 - 10 - 08, 12:55 ص]ـ
المقصود أن من يتابع السعودية إنما يقولون باتحاد المطالع، وقد تناقضوا هذا العام لأنه قد تم رؤية الهلال في نيجيريا وأفطر ملايين المسلمين فيها يوم الاثنين، وهم لم يعتبروا شهادتهم. فلا هم أخذوا بوحدة المطالع ولا بالحساب الفلكي.
فضيلة الشيخ الكريم محمد الأمين حفظكم الله
لم نتابع نيجيريا لأسباب منها أننا لم نعلم بأن عيدهم كان الاثنين إلا يوم الثلاثاء، ثم الأحد كان 28 رمضان عندنا فلم نكن ننتظر أن يرى هلال في أي بقعة في العالم، ولا علم لنا بكيفية دخول رمضان عندهم ومتى دخل؟، وهل عملوا بحساب أو برؤية؟، وما آلية إثبات الشهر عندهم؟، ثم إن الأخبار المنشورة لم نجد فيها تصريحا بالرؤية وإنما مجرد أن الحكومة النيجيرية أعلنت أن العيد الاثنين، ولهذه الأسباب فلا تبرأ ذمتنا بمتابعتهم وتفطير الناس بعد صيام 28 يوما من رمضان ثم تكليفهم بقضاء يوم وما في ذلك من حرج، وإنما نتابع من نثق في أنهم أثبتوا الشهر بالرؤية، وأن الشهود قد عدلهم قاض شرعي موثوق، وليس الأمر متابعة للسعودية دون غيرها، مع أنه ليس تحيزا أن يقال إن أوثق قضاء شرعي تبرأ به ذمة المسلمين في العالم هو قضاء السعودية، ومع ذلك فقد تابعنا رؤية اليمن في إحدى السنوات رغم عدم أخذ السعودية برؤيتهم.
¥