تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحسابون الفلكيون يقولون إن وقوف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة في حجة الوداع يوم الجمعة كان خاطئاً وأن الصواب أن اليوم التاسع هو يوم السبت وكثير منهم يتهرب من الجواب عن ذلك إذا سئل فكيف يثق المسلمون بهذه الحسابات الفلكية التي تخطئ رسولهم المعصوم المؤيد بالوحي والذي قال في حجة الوداع (إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض) فيا أيها المتراؤن للهلال أثبتوا ولا يستخفنكم الذين لايوقنون فقد كُذِّب من هو خير منكم

هل هذا الكلام صحيح؟؟؟؟؟

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[03 - 10 - 08, 09:34 ص]ـ

الأخ الكريم والشيخ الفاضل الفهم الصحيح وفقه الباري

وصل فهمي لكلامك من خلال ما تقدم من عرضك لرأيك .. إلى ثلاثة محاور فإن كنت قد وفقني الله عز وجل لفهم كلامك فالحمدلله وعلى هذه المحاور يتم نقاش المسألة ومن وافقك من الإخوة طلبة العلم ..

- المحور الأول:

إذا أطبق علماء الفلك على استحالة رؤيته فلا معنى للترائي ..

ونحتاج لنتفق معك في هذا المحور ونسلم لهذا القول لأمور:

1/ الإجماع من نقله وأين هو؟

2/ الرؤى التي سجلت في بلدان مختلفة كيف يتم توجيهها مع هذا الإجماع ..

3/ هل الفلكيون متفقون على طريقة واحدة في حساب الرؤيا متى تمكن ومتى تستحيل؟

... .... ....

أحسن الله إليك.

إذا أطبق علماء الفلك فالترائي للتأكيد على مصداق قولهم ... ولاحظ أنهم لا يطبقون إلا إذا كان الهلال تحت الأفق أو لمّا تتم عملية الاقتران بعدُ ... ولاحظ أيضا أن اتفاقهم على عدم الرؤية وليس على ابتداء الشهر ... انتبه وفقك الله ... لأن من أهل الحساب من يرى بداية الشهر بوجود الهلال الجديد بعد الاقتران ... ومنهم من يقول ببدايته إذا كان الاقتران قبل الفجر ... ومنهم من يقول: إذا كان هويه قبل هوي الشمس ولو لم ير في كل الحالات السابقة ... ومنهم من يقول - ووافقهم بعض الشرعيين - إذا وجد في الأفق بعد الغروب ولو بلحظة وإن لم ير بالباصرة ... وهكذا ... فلا بدّ أن نفرق بين الأمور حتى لا تختلط علينا ... فنبطل ذا بذا ... ونعارض هذا بهذا ... حيث لا تعارض ...

أما إجماعهم فتأخذه من أهل الاختصاص ... تماما كما تأخذ إجماع الفقهاء من أهله.

والرؤية إذا سجلت ووثقت ... فلن تكون بالكثرة التي تظن وفقك الله ... وهذه محمولة على الاشتباه والخطأ غالبا ... أما دعاوى الرؤية ... وحكاية الرؤية فحدث ولا حرج ... وقد تابعت بنفسي على مدار السنين السابقة دعاوى مختلفة فكانت هباءا منثورا ... وفي شهادة أهل العلم ممن يتولون مناصب قضائية أو علمية خير برهان على كثرة حصول الاشتباه والوهم والغلط وتعمد الكذب في هذا (السبكي الكبير، وآل محمود، ورشيد رضا وغيرهم ... ) وهذا في حالة استحالة رؤية الهلال لعدم وجوده في الأفق ... أما إذا وجد فالأمر يختلف ...

أما مسألة (إمكانية الرؤية) أو (الرؤية الأولى) فهذه مسألة شريفة ... وحولها يدندن كثير من الفلكيين ... قديما وحديثا ... ولهم فيها بحوث ونظريات وافتراضات واسعة جدا وقديمة جدا ... ولو نزل أحدهم الإعجاز في الخبر النبوي الكريم على هذه فلربما كان مصيبا مفلحا ...

أما متى تمكن ومتى تستحيل ... فقد ذكروا قديما ثلاث حالات ... وأضاف بعض المعاصرين غيرها ... لا نطيل بذكرها تفصيلا ... الحالة الأولى مثل بداية شهرنا هذا (الهلال تحت الأفق، أو لم تتم عملية الاقتران) ... فهم مطبقون على الاستحالة ... ووافقهم جماعة من الشرعيين نقلوا كلامهم على وجه التسليم ... الحالة الثانية سهولة الرؤية ... إذا كان الهلال على ارتفاع معين ... ومضى يوم أو أكثر على ميلاده (الاقتران) ... حالة بين بين ... ولهم فيها آراء وتشعبات ... ولكن للحقيقة ... القوم جادون في هذا ... وقد وضعوا في اعتبارهم أكثر مما يذكره بعض إخواننا هنا مما يتعلق بحركة القمر واضطرابها ... والمركزية ... ومكان الرؤية ... والمدار الإهليجي ... والسراب ... والغلاف الجوي وما فيه ... وعمر الرائي ... وسلامة حواسه ... والاشتباه الحاصل في الأفق (كوكب الزهرة، أقمار صناعية، طائرة مارة في مجال الرؤية ... ) وغير ذلك من أشياء لم يفطن لها كثير ممن ينظر من بعيد ولا يتابع ما استجد في هذا المجال ... طبعا إضافة إلى أغلب أو كل النظريات والافتراضات القديمة حول مسألة (امكانية الرؤية).

تبقى مسألة واحدة لم أرهم تعرضوا لها ... ولكن ربما دخلت في مسألة السراب التي أثارها من مدة أحد الباحثين السعوديين وفقه الله ... وهي مسألة الرؤية قبل الغروب ... والسؤال الآن في هذا الأمر ... لو جاء مدعي الرؤية لقاض شرعي ... وأدلى بشهادته على أنه رأي الهلال قبل غروب الشمس بدقائق ... فهل يأخذ القاضي الشرعي بهذه الإفادة؟!! أترك الجواب للمشايخ الكرام ... وهذه فيما يبدو غير مسألة رؤية الهلال قبل أو بعد الزوال التي يذكرها الفقهاء ويذكرون الخلاف فيها.

ملاحظة: إذا قلنا بمسألة السراب ... هل الهلال يري في تلك الحال على صورته الطبيعة .. قرناه إلى علو أو إلى اليسار ... أم يرى على غير ذلك ... سؤال للفائدة والتعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير