تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 10 - 08, 11:50 م]ـ

لأحد, 31 أغسطس 2008

محمد رابع سليمان - مكة المكرمة

أكد سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان «رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء» أن الأمة في عباداتها وفرائض دينها لا تعتمد على الحساب بل تعتمد على علامات ظاهرة يراها الناس ويعرفونها، فالصيام والفطر والحج على رؤية الهلال والعلماء أجمعوا على عدم الأخذ بالحساب في إثبات دخول شهر رمضان وخروجه. وقال سماحته ردا على سؤال حول ما يثار مؤخرا من مطالبة بعض العلماء والفلكيين باعتماد الحساب في دخول الشهور وخروجها: إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا القول الفصل في هذا ففي الأحاديث المخرجة في الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم «لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غُمَّ عليكم فأكملو العدة» وفي لفظ «صومو لرؤيته وأفطروا لرؤيته» وفي كل لفظ يذكر العدة في دخوله، وأمر أن نكمل عدة شعبان ثلاثين يوما وفي خروجه أمرنا أن نكمل رمضان ثلاثين يوما إذا لم نرَ الهلال في أوله أو في آخره، والنبي عليه الصلاة والسلام قال «نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب» ولا يعنى بذلك أنهم لا يعرفون الحساب، بل القرآن ذكر فيه الحساب قال تعالى (وأَرْسَلْنَاهُ إلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) يعلمون الآلاف والمئات، ولكن هذه الأمة في عباداتها وفرائض دينها لا تعتمد على الحساب بل تعتمد على علامات ظاهرة يراها الناس ويعرفونها، فالصيام والفطر والحج على رؤية الهلال، والله تعالى قال (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ والْحَجِّ) ما قال ويسألونك عن الحساب، وأضاف الشيخ اللحيدان أن العلماء أجمعوا على عدم الأخذ بالحساب وكان رجل من التابعين حسب وكتب لنفسه، وقال عنه أقرانه كأنس ابن سيرين والحسن البصري منتقدين «ليته لم يتعلم ذلك العمل»، فمن عهد الصحابة والأئمة الأربعة لا يوجد أحد يعتمد الحساب في الصيام والفطر، ونقل عدد من العلماء إجماع علماء الأمة على عدم العمل بالحساب.

وقال اللحيدان: يجب على الناس أن يعلموا أن النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي أُمرنا باتباعه وقال تعالى (ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) وقد أمرنا ونهانا، ففي لفظ قال «لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه»، واللفظ الآخر «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، والذى يخالف هذا يخشى عليه أن يدخل في قول الله جل وعلا (فَلْيَحْذَرِ الَذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) والله تعالى ما جعل علينا في الدين من حرج، روى مسلم في صحيحه عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنه أن أم الفضل بنت الحارث بعثته في حاجة إلى معاوية بالشام قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل عليَّ رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبدالله بن عباس ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية. فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت: فلا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا نص واضح في اعتبار مطالع الأهلة وذلك لأن ابن عباس رفض الأخذ برؤية كريب ومعاوية للهلال، مع أن دولة المسلمين في ذلك الوقت واحدة وخليفتهم واحد واحتج ابن عباس بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بذلك.

وقال اللحيدان: الحساب والكتابة كانا موجودين عند العرب في الجاهلية وكانت لهم دقة ومعرفة بالأنواء، وطلوع النجوم يعرفون ذلك بالوقت المحدد ما كانوا لا يحسنون شيئا، لكن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن عباداتهم من صيام وصلاة وحج أوقاتها محددة بما يعرفه عامة الناس وخاصتهم، فالصلاة كل أوقاتها الخمسة بعلامات ظاهرة يراها الناس ويعرفونها ولم تكن على حسابات حاسب، فالحمدلله الذي هدانا للإسلام وهدانا للتمسك بسنة سيدالأنام، ومطالع الأهلة تختلف باختلاف الأماكن والبلدان وهذا معلوم حسا وعقلا، ولم يخالف في ذلك أحد من العلماء، فلا يستنكر أن يرى أهل السعودية مثلا الهلال ولا يراه مثلا أهل المغرب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير