أمّا حسب القدرة الإلهية فلا إشكال في أن الله تعالى على كل شيء قدير وأنه قادر على جمع القمرين وتفريقهما وطمسهما وإضاءتهما في كل وقت، قال الله تعالى: {فإذا برق البصر، وخسف القمر، وجمع الشمس والقمر، يقول الإنسان يومئذ أين المفر} لكن السنّة التي أجراها الله تعالى في سير الشمس والقمر في هذه الدنيا سنّة مطردة لا تختلف إلا حين تقع آية لنبي أو كرامة لولي.
كتبه محمد الصالح العثيمين في 30/ 1/1412 هـ
ما أظن الشيخ رحمه الله فهم قول الله تعالى: (فلا وربك ... ) الآيات ... وإلا فما كان أغناه عن كل ذلك ... شهد شاهدان برؤية الهلال ... خلاص انتهينا ... ما لنا وللكسوف والخسوف ... نعوذ بالله من خسف العقول ... وكسوف الأفهام.
يا قوم الرؤية البصرية حولها ندندن ... وأقولها للمرة الألف ... .... وإليها يلجأ أهل الحساب ... وأهل الهيئة ... والفلكيون ... بهرطقتهم ... وجهلهم ... وسعيهم لرد أحاديث الرسول ... وبعلمهم الظني ... المدخول ... المشكوك فيه ... قولوا ما شئتم ... ولكنهم يقولون لكم كلمة واحدة: أعطونا رؤية صحيحة سليمة ... العلم الذي يحاول البعض انكاره ... وانكار نتائجه ... هو الذي يحدد مواقيت صلاتكم ... والفرق الذي دندن حوله القرافي بين مواقيت الصلاة ورؤية الهلال غير بيّن لاعتماد كليهما على أمر محسوس ملموس موجود ... وهذا العلم يحدد اتجاه قبلتكم ... ويبين بعض الإعجاز في كتابكم ... وقد شهد الواقع العملي بصدق كثير من نتائجه (في حركة الشمس والقمر خاصة) ودقتها واطرادها ... وهذا مصداق جعلها سببا لمعرفة المواقيت في شريعتنا ... وعِلم ذلك في إمكان البشر ... وقد سهل الله من سبل ادراك ذلك ما شاء الله سبحانه ... فإذا اجتهدوا في تحصيله أصابوا وأثيبوا ... وكانوا قد أدوا عبادتهم على الوجه الأتم ... وإذا أخطؤا بعد بذل الجهد فهم معذرون لأدلة كثيرة عامة وخاصة ... أما إذا ركنوا إلى الجهل ... وفرطوا في الأخذ بالأسباب المعينة على ذلك فهم في حرج شديد ...
ومن ضمن ما جعل الله من أسباب الرؤية البصرية لمعرفة بداية أوائل الشهور القمرية التي بها مواقيت أهل الإسلام ... وهي مثل أي سبب شرعي ... من الممكن أن يحسن استخذامه ومن الممكن أن يساء ... فمهما وجدنا من طريقة معينة على حسن تحصيل هذا السبب فلماذا نُعرض عنها ونُهملها ... ؟!!
الرؤية ولا شئ غير الرؤية البصرية ... ولكن أعطونا رؤية غير مدخولة ... أعطونا رؤية غير معارضة باطباق أهل الأرض على عدمها ... ولا نقبل دعوى رؤية من الفلبين أو الصين أو الصومال لم تمحصها هيئة علمية ... فالدعاوى كثيرة ... ولو طلب من أهل الأرض ترائي الهلال من جهة مشرق الشمس لجاء بعضهم عند الغروب يدعي رؤية ذلك الجرم في مشرق الأرض أول ليلة من الشهر .... دعوكم من علم الفلك وأهله الآن ... خلونا في الواقع الذي نعيشه ونلمسه ونراه بأعيننا.
ولا يقولن أحد إن الصورة التي ذكرها الشيخ لا يمكن أن يأتي الشهود بمثلها فقد حدث ذلك ...
قال فضيلة الشيخ عبد الله آل محمود مفتي قطر ورئيس المحاكم الشرعية والشئون الدينية رحمه الله: (قد ثبت بالتجربة والاختبار كثرة كذب المدعين لرؤية الهلال في هذا الزمان؛ وكون الناس يرون الهلال قويا مضيئا صباحا من جهة الشرق ثم يشهد به أحدهم مساء من جهة الغرب وهو مستحيل قطعا، ويشهدون برؤيته الليلة ثم لا يراه الناس الليلة الثانية من كل ما يؤكد بطلان شهادتهم .. كما شهدوا في زمان فات برؤية هلال شوال وأمر الناس بالفطر فأفطروا، وعند خروجهم إلى مصلى العيد لصلاة العيد انخسفت الشمس والناس في مصلى العيد، ومن المعلوم أن الشمس لا يخسف بها في سنّة الله إلا في اليوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين، أي ليالي الإسرار، كما أن القمر لا ينكسف إلا في ليالي الأبدار؛ أي ثلاث عشرة أو أربع عشرة أو خمس عشرة، كما حقق ذلك أهل المعرفة بالحساب وعلماء الفلك وحققه شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع عديدة وأبطل ما يعارضه .. فالاستمرار على هذا الخطأ الناشئ عن الشهادات المزورة لا يجيزه النص ولا القياس، ولن نعذر عند الله وعند خلقه بالسكوت عنه .. فلأن نخطئ في التوثق والاستحياط أولى من أن نخطئ في التساهل والاستعجال.)
وردّ على هذا بعلم لو تكرمتَ:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في رسالته الهلالية: ( ... ... بل إذا كان بعده مثلا عشرين درجة فهذا يرى ما لم يحل حائل، وإذا كان على درجة واحدة فهذا لا يرى، وأما ما حول العشرة فالأمر فيه يختلف باختلاف أسباب الرؤية ... ... ).
اشرحوا لنا أيها الأحباب كلام شيخ الإسلام هذا ... وكيف لو قيل له إن الهلال تحت الأفق يغرب قبل الشمس ... ماذا كان يقول؟
وبأي علم أقر شيخ الإسلام وجود الهلال على ارتفاع درجة أو عشرين درجة ... الخ.
وبأي علم نفى رؤية الهلال وهو على ارتفاع درجة؟
ملحوظة: درجة = أربع دقائق تقريبا.
¥