تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* عن العرباض ابن سارية قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه من يعش منكم بعدي يرى اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي , عضوا عليها بالنواجذ [و إياكم و محدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة] "

رواه أصحاب السنن والطبراني في الكبير وفي مسند الشاميين له وابن أبي عاصم في السنة، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة" (6/ 526).

فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما يكون قد خالف السنة العملية المستمرة الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن خلفائه الراشدين رضي الله عنهم.

يوضحه:

... عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه البخاري ومسلم، وفي لفظ لمسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".

قال العلماء: هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام , و هو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وهو صريح فى رد و إبطال جميع البدع والمحدثات، واللفظ الأول أعم فإنه يشمل كل من عمل بالبدعة و لو كان المحدث لها غيره.

فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما يكون قد أحدث في الدين ما ليس منه، ويكون عمله مردود عليه.

... قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

(إن الأخذ بالحساب قد صرح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفيه عن أمته والنهي عنه. قال: وما زال العلماء يعدون من خرج إلى ذلك قد أدخل في الإسلام ما ليس منه فيقابلون هذه الأقوال بالإنكار الذي يقابل به أهل البدع).

وقال: " فَإِنَّا نَعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ أَنَّ الْعَمَلَ فِي رُؤْيَةِ هِلَالِ الصَّوْمِ أَوْ الْحَجِّ أَوْ الْعِدَّةِ أَوْ الْإِيلَاءِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَامِ الْمُعَلَّقَةِ بِالْهِلَالِ بِخَبَرِ الْحَاسِبِ أَنَّهُ يُرَى أَوْ لَا يُرَى لَا يَجُوزُ. وَالنُّصُوصُ الْمُسْتَفِيضَةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ كَثِيرَةٌ. وَقَدّ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ ".

وقال: " أَمَّا الْعَقْلُ: فَاعْلَمْ أَنَّ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ أَهْلِ الْحِسَابِ كُلَّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ ضَبْطُ الرُّؤْيَةِ بِحِسَابٍ بِحَيْثُ يُحْكَمُ بِأَنَّهُ يُرَى لَا مَحَالَةَ أَوْ لَا يُرَى أَلْبَتَّةَ عَلَى وَجْهٍ مُطَّرِدٍ ".

وقال: " أَمَّا كَوْنُهُ يُرَى أَوْ لَا يُرَى فَهَذَا أَمْرٌ حِسِّيٌّ طَبِيعِيٌّ لَيْسَ هُوَ أَمْرًا حِسَابِيًّا رِيَاضِيًّا. وَإِنَّمَا غَايَتُهُ أَنْ يَقُولَ: اسْتَقْرَأْنَا أَنَّهُ إذَا كَانَ عَلَى كَذَا وَكَذَا دَرَجَةً يُرَى قَطْعًا أَوْ لَا يُرَى قَطْعًا. فَهَذَا جَهْلٌ وَغَلَطٌ "

وقال: " فمن أخذ علم الهلال بالحساب فهو فاسد العقل والدين وإذا صح حساب الحاسب فأكثر ما يمكنه ضبط المسافة التي بين الشمس والقمر وقت الغروب مثلا وهو الذي يسمى بعد القمر عن الشمس أما كونه يرى أولا يرى فلا يعلم بذلك فإن الرؤية تختلف بعلو الأرض وانخفاضها وصفاء الجو وكذلك لم يتفقوا على قوس واحد للرؤية بل اضطربوا فيه كثيرا ولا أصل له وإنما مرجعه إلى العادة وليس له ضابط حسابي فمنهم من ينقصه عن عشر درجات ومنهم من يزيده عنها وفي الزيادة والنقص أقوال متقابلة " ا هـ

... والرد عند التنازع إنما يكون لكتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا إلى المتشابه من أقوال أهل العلم، وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قال الله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) (النساء: 59)

... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[06 - 10 - 08, 10:08 ص]ـ

انظروا لعلمائنا الأبرار كيف ينظرون فيهتدون:

في المحلى لفخر الأندلس رحمه الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير