كلنا نعرف أن النجوم والقمر والكواكب هي موجودة في النهار لكن لا نراها بعيننا المجردة بسبب ضوء النهار وهو أقوى من ضوء النجوم ولكن لا يعني هذا إننا لا نستطيع أن نرى النجوم في النهار بل يمكن رؤيتها حتى بالعين المجردة ولا اقصد في وقت الكسوف فأكثر من مرة شاهدنا كوكب الزهرة في النهار بأعيننا المجردة بعد ثلاث ساعات من شروق الشمس وكذلك رصدنا وتصويرنا لاحتجاب القمر لكوكب المريخ الذي حدث مؤخرا قبل غروب الشمس بساعة تقريبا ورغم ان الجو فيه غيم ولكن شاهدناه وهذا يعتمد على الجو فكلما كن الجو صحوا يمكن ان تشاهد النجوم اذا كنت تعلم ين مكانها بالضبط وبالخصوص اللامعة منها وهذه الأجواء تتميز بها مدينة أصفهان التي اختارها فريق الرصد
أن الفريق الإيراني يتميز بخبرته الطويلة في الرصد والتصوير الفلكي فلهم إسهامات عالمية كثيرة ويختارون الأجهزة المناسبة لكل عملية رصد يقومون بها.
لنتكلم أولا عن الأجهزة التي استعملها الفريق الإيراني
يفضل في البحث عن الهلال استخدام النواظير ذات حقول الرؤية الواسعة ولتي تكون أكثر من درجة قوسيه والسبب في ذلك ان قطر القمر الزاوي نصف درجة فإذا كان حقل الرؤية في التلسكوب نصف درجة و نسبة خطأ توجيه التلسكوب نصف درجة قد لا يظهر الهلال في عينية التلسكوب إلا بعد تحريكه فوق أسفل يمين شمال نقطة الرصد
لذا التلسكوبات التي تكون حقول الرؤية فيها نصف درجة غير دقيقة في الاستهلال ولكن عندما يكون حقل الرؤية واسع أكثر من درجة حتى لو كان هناك خطأ في توجيه التلسكوب بمقدار نصف درجة سيبقى الهلال في عينية التلسكوب أثناء التوجيه او المتابعة
وان التلسكوب المستخدم عندهم 8 انج حقل الرؤية فيه 1.7*2.5 وهو جيد لرصد الهلال حتى لو كانت نسبة الخطأ عندهم في التوجيه درجة كاملة. وكذلك يستخدمون منظار ثنائي (دوربيل) مواصفاته عالية جدا حيث ان قطر عدسته يصل إلى أكثر من 4 انج إضافة إلى أن حقل الرؤية فيه واسع أكثر من ثلاث درجات يعني ان القمر ما يفلت من التلسكوب والناظور إذا كان الهلال موجود في السماء وان توجيهما كان صحيحا حتى إذا كان نسبة الخطأ فيه درجتان يبقى الهلال في حقل الرؤية
وبالعادة يذهب فريق الرصد قبل يوم من الاستهلال وذلك لضبط الأجهزة وهنا تختلف من راصد إلى آخر حسب خبرة الراصد فبالعدة في وطننا العربي يتم تعير التلسكوب على أكثر من نجم ويتم اختبار التلسكوب بعد التعيير وذلك بتوجيه إلى أكثر من نجم في مختلف الاتجاهات وأحيانا يفضلون أجرام قريبة من الأفق ليتأكدوا من ان التعيير صحيح ولكن للأسف قد تكون هناك نسبة خطأ مقدارها نصف درجة وحقل الرؤية نصف درجة فتكو ن المشاهدة غير دقيقة.
فقد يتوجه التلسكوب إلى جوار الهلال أو إلى المنطقة المظلمة من الهلال وليس الجزء المضيء منه وبالتالي على الراصد تحريك التلسكوب أعلى أو أسفل يمن أو شمال المنطقة المرصودة إذا لم يظهر الهلال في حقل الرؤية
وبدل ذلك يستخدم الفريق الإيراني النواظير والتلسكوبات ذات حقول الرؤية الواسعة لغرض الاستهلال وكذلك توجيه التلسكوب إلى النجوم التي تتقاطع مع القمر في لحظة الرصد وتحسب كل ذلك قبل يوم.
أما ما يخص الهلال نفسه في ذلك اليوم
فانه من الممكن مشاهدته يوم الثلاثاء قبل غروب الشمس إذا كان الجو صحوا والسماء زرقاء غامقة فان الهلال كان يبعد عن الشمس 15 درجة تقريبا وهو خرج الوهج الشمسي الذي يشكل دائرة نصف قطرها يتراوح من 5 إلى 10 درجات حسب حالة الجو في مكان الرصد
ولكن عملية رصده عند غروب الشمس صعبة جدا وذلك بسبب أن ارتفاعه عن الأفق يكون قليل تقريبا 3 درجات وان ترى نجم او هلا ل بهذا الارتفاع عند غروب الشمس عمليا غير ممكن بسبب أن كثافة العوالق والغبار في الجو تكون عالية وان الضوء يقطع مسافة أطول لوصوله إلى الراصد في هذه العوالق وبالتالي لا يصل الضوء إليه
ولذلك يفضل في مثل هذه الحالات رصد الهلال قبل الغروب والاستمرار بمتابعته إلى اختفاءه وراء الغبار أو الأفق حسب صفاء الجو وقد يختفي قبل غروب الشمس أو بعد الغروب حسب العوامل الجوية كما قلنا
هذا ما استطيع توضيحه بناءا على التجربة العملية معنا في الرصد
كما أجاب آخر بمانصه:
ان هناك اجرام من القدر الثالث السالب يمكن مشاهدته في وضح النهار بالعين المجردة وقبل مغيب الشمس بساعات وهذا من واقع تجربة شخصية وكذلك نجوم من القدر الاول في وضح النهار عن طريق التلسكوب لكن بالنسبة الى الهلال فهو خيط رفيع للغاية وضوء الشمس يحجب الرؤيا عنا والعين البشرية محدودة
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[10 - 10 - 08, 09:59 ص]ـ
ذكر في كلامه الاجماع العلمي والعملي ... أما الإجماع العلمي فأمره على ما سبق من مباحثة ... وتقدم نقل كلام الفقيه السبكي وقبله السروجي في هذا ... أما الإجماع العملي ... فربما سلم إلى وقت الشيخ السبكي الكبير ... ثم ربما وقع انخرامه بعدُ من قضاة الشافعية خاصة ... وليس لدينا محاضر قضاة زمانهم مفصلة ... مثلما ليس لدينا تفصيل أحكام قضاة هذا الزمان ... حتى البيانات الصادرة من هنا وهناك فيها من الغموض ما الله به عليم ... ويمكن القول بانخرامه قديما ... بما حكاه ابن عبد الحكم أن أهل مكة في فترة مّا ما كانوا يقبلون في ثبوت شهر ذي الحجة أقل من خمسين شاهدا.
¥