تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذا دليل مادي حاضر مشاهد على أن النتائج الفلكية المعاصرة في هذا ظنية وضعيفة ضعفاً غالباً، وهذا في ساعة المعاصرة التي ينادي فيها البعض إلى الاعتماد على الحساب ولا أرى هذا الدليل إلا إعلاناً على عدم صدق شهادة الفلكيين لأنفسهم بأن حسابهم قطعي.

3 - ومن شواهد المعاصرة على ذلك أنا رأينا بعض البلدان الإسلامية

تعلن الصوم والفطر بموجب الحساب الفلكي، والفارق بينها وبين البلدان التي تثبته بالرؤية يومان أو ثلاثة. فهل يكون في الدنيا فارق في الشهور القمرية الشرعية كهذه المدة؟ وهذا هو عين دخول الخلل في مواسم التعبد مما يقطع كل عاقل بفساده. وقد بسط ابن تيمية رحمه الله تعالى ما يدخل على المسلمين من التلاعب في شعائرهم من جنس ما يحصل من أهل الكتابين وغيرهم، إذ كانت الأحكام عندهم معلقة على الأهلة ثم جعلوها دائرة على السنة الشمسية على اصطلاحات لهم.

ومن جنس النسيء الذي كان عند العرب على ضربين:

* الأول: تأخيرهم المحرم إلى صفر لحاجتهم إلى شن الغارات.

* والثاني: تأخير الحج عن وقته تحرياً منهم للسنة الشمسية.

كما يعلم من تفسير قوله تعالى {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية.

4 - ودليل آخر في ساحة المعاصرة وهو: التضارب الحاصل بالنتائج والتقاويم المنتشرة بحساب المعاصرين، فإنها متفاوتة مختلفة في إثبات أوائل الشهور وما زال اختلافها قائماً في الولاية الواحدة ومن ولاية إلى أخرى. فهذا دليل على دفع يقينيته أو ظنيته الغالبة.

5 - أن الطب مثلاً في العصر الراهن بلغ من الدقة والترقي ما هو

مشاهد لعموم الناس، ومع هذا فيقع لذوي البصارة فيه ومن دونهم من

الخطأ والغلط ما يكون ضحيته نفس معصومة أو منفعة أو عضو محترم،

هذا مع أن لوازمه مدركة بالحواس العاملة فيه من سمع وبصر ولمس ...

فكيف بحال الحساب الفلكي الذي ما زال عملة نادرة ولم تكن نتيجة

فاشية باليقين، ولوازمه غير محسوسة.؟ إذاً فكيف يسوغ التحول من المقطوع بدلالته بحكم الشرع إلى المظنون ومن المتيقن إلى المشكوك في نتيجته.

6 - الحساب الفلكي المعاصر قائم على الرصد بالمراصد الصناعية

الحديثة والمرصد كغيره من الآلات التي يؤثر على صلاحيته، نتائجها: أي

خلل فني فيها قد لا يشعر به الراصد. هذا فيه ظنية من حيث الآلة. ورحم الله الشيخ أحمد شاكر إذ تحوط في بحثه من حيث الراصد فنص على الوثاقة. والله أعلم))).


انتهى المبحث السابع وهو في ظنية الحساب،
ويليه إن شاء الله تعالى:
المبحث الثامن وهو في منابذة الحساب الفلكي للشرع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير