ـ[زياد آل قيس]ــــــــ[05 - 03 - 03, 03:45 م]ـ
سؤال: اذا كان الامام احمد يحفظ ألف ألف حديث، فأين هي؟
هي متون واحدة بطرق متعددة ..
ولا شك ان مسنده يضم مجمل تلك المتون حيث انه رحمه الله قال لابنه وانا انقل من ذاكرتي (اعرض ما معك من الحديث على المسند، فإن لم تجده فيها فليس بصحيح) وجل ما في المسند بضع وعشرون الفا ..
فإذاً العدد الباقي من محفوظات الامام احمد (كنموذج) قد ذهبت بذهابه، و هي طرق واسانيد مغايرة لما في المسند، بالاضافة الى روايات غيرها، كثير منها موقوف او مقاطيع، وشواهد ومتابعات وقرائن، بالاضافة الى الروايات التاريخية التي لم يكن المسند مكانها المناسب .. وانواع كثيرة من بقية المرويات التي قد تكون كذلك في التفسير مما لم يعتبره الامام اصلا يجب اخراجه ..
لكن هذه الكمية التي ذهبت كانت تستعمل للسبر والمقارنة وصولا الى الحكم النهائي .. وقد يكون الامام قد اختار طريقا واحدا فقط اخرجه في مسنده وترك غيره مما يقويه ونحكم اليوم نحن بضعفه اعتمادا على ماوصلنا و لاعلم لنا بما كان معه .. مع يقيننا بأنه كان في صدره رحمه أزيد من 975 الف حديث لم تصلنا ..
وابو زرعة كان معه 600 الف، والبخاري 100 الف صحيح .. والامثلة كثيرة تعرفونها.
الاصول والفروع المهمة قد اخرجها الامام لا شك، وليس ثمة خشية من ذهاب الحق او الاحكام .. فالحذر و المشابهة مع التكفير لا داعي له في مسألتنا ولا وجه له.
اما فيما يتعلق بالمنهج، فقد اتفقتُ مع الاخت في اشياء و زدت عليها في اشياء، فقلتُ ما معناه:
1 - لو توفر للمتأخرين ما عند المتقدمين من العلم الوافر (بقية الالف الف حديث) لجاءت احكام المتأخرين متوافقة مع احكام المتقدمين. وهذا ما اظن ان الاخت لم تقله، او قالته ولم اره، ولا ادري اتوفقني هي على هذه النقطة ام لا؟
2 - جنح بعض المتأخرين الى الاقتصار على المختصرات، والحكم الاجمالي عوض التفصيل .. وقد قلتُ ان شهر بن حوشب - مثلا - مختلف فيه .. فالمتأخرون يجنحون الى الحكم الكلي في حين ان المتقدمين يعتمدون على الاحكام الفردية على كل حديث من مروياته.
وهذه خلاصة نظرتي المتواضعة في هذه القضية.
والله تعالى اعلم
ـ[أبو عبدالله النيسابوري]ــــــــ[05 - 03 - 03, 06:56 م]ـ
اخواني الأعزاء ...
انتبهوا جيدا ,,, انه لا سبيل للمتقدمين الا عن طريق المتأخرين ...
فهل احدا منا يستطيع أن يفهم كلام المتقدمين كمثل فهم الحافظ
العراقي أو كمثل حافظ الدنيا ابن حجر العسقلاني أو كمثل البحر الزاخر
ابن رجب الحنبلي أو كمثل غيرهم من الحفاظ.
فمهلا مهلا وليلزم كلا منا غرزه ...
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ـ[الذهبي]ــــــــ[05 - 03 - 03, 07:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخ المكرم: الدارقطني حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا على هذه النصيحة الطيبة، وأسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناتك.
إلى الأخ المكرم: زياد آل قيس حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استشهادك بأن الأئمة: أحمد، وأبا زرعة، والبخاري، وغيرهم الكثير – كما ذكرت في كلامك – يحفظون هذا الكم الهائل من المرويات، يحتاج - أخي الحبيب - إلى تثبت، بمعنى أن تذكر صحة ما ذكرته من حفظ كل إمام بالإسناد الصحيح إليه، فأنا حقيقة بحثت على عجالة في هذا الأمر فلم أعثر على شيئ، اللهم إلا ما ذكره السيوطي في مقدمة تدريب الراوي (1/ 49 - 50)، ولكن كلها بدون أسانيد، فيالتك تذكر لنا صحة ما استشهد به، فيكون في ذلك فائدة كبيرة لنا، وتقوية لحجتك. ولا سيما وقد بحثت في تقدمة الجرح والتعديل للإمام ابن أبي حاتم – رحمه الله تعالى – في ترجمة الإمامين أحمد (ص:295 - 296) تحت باب: ((ما ذكر من حفظ أحمد بن حنبل)، وأبي زرعة (ص 334) تحت نفس العنوان السابق مما يحفظه، فلم أجده ذكر شيئا مما ذكرت، وأرجو من الله تعالى يوفقك لما يحبه ويرضاه.
النقطة الأخيرة التي أود أن أذكرها لك، ولجميع الإخوة الأفاضل في هذا المنتدى المبارك وغيره: أنني ما ذكرت مقالتي السابقة إلا من أجل إغلاق المناقشة في هذا الموضوع، ومن أجل درء الفتنة، وإن كان ولا بد من الكلام فيه؛ فياليت يكون في أضيق الحدود، بمعنى أن يكون في الرسائل الخاصة حتى نصل إلى حل مرضي، لا على ما هو عليه الآن، وحتى لا يتكلم فيه كل من هب ودب كما رأيت أنت بنفسك ها هنا.
وإن كنت أري عدم الكلام فيه أولى وأولى.
هذا في رأي الخاص، وقد أكون محقًا في رأي هذا أو مخطئًا، ولكني قمت بما أراه أنه هو الحق، وبما يمليه عليه شرعنا الحنيف من توجيه النصيحة، والتي من شأنها لم الشمل، وعدم الاختلاف والشقاق.
وبالنسبة لي أنا شخصيًا، فلن أتكلم في هذا الموضوع مرة ثانية- حيث أديت ما علي -، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.
{ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم}.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥