[إلى ما يسمون ب * الحراقة * أفيقوا .. السعادة ليست في بلاد الكفار]
ـ[سمير زمال]ــــــــ[03 - 10 - 08, 05:47 م]ـ
إلى ما يسمى * الحراقة * أفيقوا .. السعادة ليست في بلاد الكفار
السلام عليكم ورحمة الله هذا موضوع قيم ومفيد نشر في منتديات تبسة الإسلامية غاية في الأهمية فقد أجاد الكاتب وأفاد - ننصح الجميع بقراءته بتأن ونقله للمنتديات الأخرى للإستفادة منه
إلى ما يسمى * الحراقة * أفيقوا .. السعادة ليست وراء البحار
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله, أما بعد
إنّ النَّاسَ في هذه البلاد قد ضرَّهم وأبكاهم ما حدث ويحدث في كثير من سواحل غرب الجزائر التي أصبحت طريقًا إلى بلاد الكفار, فيجمع الشبابُ بل - وحتى بعض الكبارِ والنساءِ- أموالا بأي وسيلة ثم يشترون قوارب ويشقون بذلك البحر ظانين أنهم سيخرجون من أرض الشقاء والفقر إلى أرض السعادة والغنى, فتواجههم الحقيقة وهي الغرق في تلك البحار الهائجة المائجة, أو يبقون أياما تائهين, يعانون الجوع والخوف, ومن وصل منهم عانى الذل والهوان.
مِن أجلِ هذا أردتُ أن أَقومَ بوَاجبِ النصيحةِ امتثالاً لِلتَوجيهاتِ النبوية:
فعن تَميمِ بنِ أوسٍ الدَّاريِّ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه و سلم قالَ: "الدِّينُ النَّصيحةُ، قلنا: لِمَن؟ قال: للهِ ولكتابهِ ولرسولهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهِم" [1] وعن جَريرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنه قال: "بايعتُ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم على إقامِ الصلاةِ، وإيتاء الزكاة، والنصحِ لكلِ مُسلم" [2]
فأَتوَجَّهُ بالنُصحِ إلى إخواني مُبيِّنًا ما في امتطاءِ هذه القواربِ مِن:
1_الإلقاءِ بالنفسِ إلى التهلكةِ, وقد حرمَ اللهُ ذلك فقالَ سبحانه: ?وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التهلكة? [البقرة 195] قالَ العلامة ابنُ عثيمين رحمه الله تعالى: و?التهلكة?: مِِن الهلاكِ؛ والمعنى لا تُلقُوها إلى ما يُهلِككم، ويشملُ الهلاكَ الحسيَّ والمعنويَّ، فالمعنويُّ مثل أن يدعَ الجهادَ في سبيلِ اللهِ، أو الإنفاقَ فيه؛ والحسيُّ أن يُعرّضَ نفسَه للمخاطرِ، مثل أن يُلقِي نفسَه في نارٍ، أو في ماءٍ يُغرِقُه، أو ينامَ تَحتَ جِدارٍ مائلٍ للسقوطِ، أو ما أشبه ذلك. [3] آه
2 - أكلِ المالِ بالباطلِ وقتلِ النفسِ وهذا حرامٌ لقوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا? [النساء 29] قال العلامةُ السعدي رحمه الله تعالى: يَنهى تعالى عِبَادَهُ المؤمنينَ أن يَأكُلُوا أموالَهُم بينهم بالباطلِ، وهذا يشملُ أكلَها بالغُصوبِ والسَرِقاتِ، وأَخذَها بالقمارِ والمكاسبِ الرَديئة. اه
فشِراءُ هذه القَواربَ وبَيعُها وأخذُ المالِ على إِعَانَةِ هؤلاءِ المغامرينَ مِن المكاسبِ التي حَرمَ اللهُ تعالى.
وقالَ رحمه اللهُ تعالى: ?وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ? أي: لا يقتلُ بعضُكم بعضًا، ولا يقتل الإنسانُ نفسَه. ويَدخلُ في ذلك الإلقاءُ بالنفسِ إلى التهلكةِ، وفعلُ الأخطارِ المُفضيةِ إلى التَلفِ والهلاك ...
?وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ? أي: أكلُ الأموالِ بالباطلِ وقَتلُ النُفوس ?عُدْوَانًا وَظُلْمًا? أي: لا جهلاً ونسياناً ?فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا? أي: عظيمةً كما يُفِيدُهُ التَنكِيرُ ?وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا?. [4]
3_ عُقوقِ الوالدين وذلك بالسفرِ بدون إذنِهِما أو تركِهِما وهم في حاجةٍ ماسةٍ إليك فقد قال سبحانه: ?وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا? [الإسراء23]؛ قال الإمامُ ابنُ باديسَ رحمه الله تعالى [5] [وتقديرُ نظمِ الآيةِ هكذا (وقَضىَ رَبُّكَ أن لا تَعبدُوا إلّا إيَّاه, وبأن تُحسنوا للوالدينِ إحسانًا) فحذفَ أن تُحسِنوا لوجودِ ما يدلُ عليه وهو إحساناً. وفي تَنكيرِه إِفادةٌ للتعظيمِ فهو إحسانٌ عظيمٌ في القولِ والفعلِ والحالِ. وتقولُ: (أَحسَنتُ إليه) ,و (أحسنتُ به) , و (أحسنتُ به)
¥