[سقوط النظام المالي في الغرب .. أليس فينا رجل رشيد؟؟ ..]
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[05 - 10 - 08, 11:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدق الله القائل (يمحق الله الربا).
وصدق القائل (فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا).
لم يعد هذا الكلام خوضاً في السياسة , ولكنه موعظة للمؤمنين , وتثبيتاً للعلماء العاملين.
من سنين طوال وعلماء الإسلام بحت أصواتهم , وتعبت أقلامهم وهم يحذرون من اقتفاء أثر اليهود والنصارى , تراهم يحذرون من الربا بأنواعه , ويطالبون بتميز العالم الإسلامي .. ولكن .... !! , الكتاب المأجورون أو المغفلون يصفونهم بالرجعية والتخلف وعدم معرفة أسرار الحضارة والرقي , وتعرض كثير منهم للاذى المعنوي أو الحسي .... !! فمن الصادق الآن؟؟.
في أيام معدودات تتهاوى عشرات المليارات في بلاد النصارى الغربية , بلاد الربا الفاحش , بلاد الحضارة الدنيوية الزائفة.
منذ عشرات السنين ونحن نسمع من أبناء جلدتنا , وممن بيدهم الحل والعقد من كبار مفكري العالم الإسلامي أن النظام المالي الغربي قائم على الدراسات والتخطيط والاستشارات , الآلاف من أبناء المسلمين يرسلون على حساب لقمة الفقير والجائع ليدرسوا تلك العقليات الربوية , ويرون مدى تقدمهم ونبوغهم , ويرون انهم وصلوا لنهاية التاريخ وخلاصة العقل البشري.
في أيام يسيرة لم تنفع أوروبا وأمريكا سياستها و ولا مؤسساتها ولا مكاتب الاستشارات الضخمة ولا الجامعات والكليات الاقتصادية التي زاد عمرها عن مائة سنة , في أيام معدودة انهار النظام المالي بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ , بنوك زاد عمرها عن مائة وخمسين سنة و تدير أموالاً هائلة تعادل ميزانيات دول , تسقط بدون أن تدري أنها ستذهب أدراج الرياح.
وترى في الأخبار فإذا مئات الآلاف من البشر فقدوا وظائفهم وأصبحوا عالة على الضمان الاجتماعي , وترى ملايين من الناس المودعين بالمليارات في عشرات البنوك أصبحت أموالهم هباء منثوراً فقد أعلنت البنوك إفلاسها ولا يمكن إرجاع الأموال لأصحابها!! , وأصبح الفشل الخسارة والفقر هو المصير الحتمي لملايين الناس في تلك البلدان.
هل يعقل ألا نتعظ نحن المسلمين من ذلك؟؟ ,,, هاهم دهاقنة الغرب ورؤساء دوله اليوم ينادون بضرورة تغيير النظام المالي العالمي , أين المسلمون عن ذلك؟.
بل أين هم عن تغيير النظم الربوية البالية التي جثمت على قلوب الفقراء وأصحاب الحاجات , أليس في ذلك عبرة لنا.
وهذه بين يديك خاطرة سريعة عن النظم المالية مقارنة بين دعوة الأنبياء عليهم السلام النقية الصافية وبين دعوة فلاسفة الراسماليين والشيوعيين.
سطرتها قبل زمن ولم يحن نشرها إلا اليوم , بعد أن أصبح الفشل المالي للنظام الغربي حديث الناس , وأكثر الناس للأسف الشديد سينسون هذا بعد أيام وتعود الثقة والغفلة مرة أخرى للغرب الكافر وهي سنة الله في خلقه (وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ).
******************************
الدعوة الاقتصادية (بشقيها الاشتراكي والرأسمالي) التي قادها الفلاسفة هنا وهناك ليست إلا مثالاً مؤلماً على همجية العقل البشري , أو على خدعة تضليل كبرى.
ففكرةٌ مغرقة في الخيالية تزعم أنه يمكن تلغى الفوارق بين الطبقات في المجتمعات , ويصبح التاجر الذكي المثابر مثل العاطل الغبي , ولا يصبح هناك حق خاص بل الجميع مشتركون في المال بالتساوي بحجة الاشتراكية وإلغاء التمايز , وبالتالي سقط الملايين تحت أقدام أنصار ماركس وانجلز وسحقت أمم وتناثرت أشلاء ودماء , واختلطت الدموع بالجثث , واكتشف الفلاسفة أخيراً أنها دعوة مثالية لا يمكن تطبيقها!!.
بعد ماذا! بعد أن ضحوا بشعوب وأقوام , ثم – وهذا من العجب- لم يلعنهم الفلاسفة كما لعنوا أرباب الأديان لسبب يسير وهو لأنهم محبون للحكمة وباحثون عن الحقائق بالطرق الفلسفية .... ومنكرون لوجود الله , وهذا كافي لكي نغفر عن لهم عن زلاتهم التي لا تعدوا أن تكون اجتهاداً في غير محله!!!.
أما الدعوة المضللة الأخرى التي تجعل التاجر الجشع يفعل ما يشاء بدون أن يكون عليه حساب بحجة الحرية التجارية فهي مثال على وجود أصابع خفية تفسد عالم الناس , وإحياء لعقلية وحوش الغابة.
¥