تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تصدر الجهال. . للشيخ عبدالسلام بن برجس رحمه الله]

ـ[بن نصار]ــــــــ[07 - 10 - 08, 02:57 ص]ـ

للشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم

الحمد لله وصلى الله وسلّم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الخوف على الأمة من أولئك الذين لبسوا ثياب العلم الشرعي - وما هم من العلم الشرعي في شي ءٍ -، لهو الخوف الصادق على الأمة من الفساد والإنحراف، ذلك بأن تصدُّر الجهال في حين فقد العلماء الصادقين المتمكنيين بابٌ واسع للضلال والإضلال.

وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله - كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذالناس رؤساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضوا وأضلوا"

ولقد انتبه أهل العلم المخلصون لخطورة هذا الصنف من الناس على دين الأمة وعقيدتها ومصيرها، فقضوا بوجوب الحذر والتحذير منهم، وعدم الأخذ عنهم وأنا أنقل نصّين من كلام أهل العلم هما غاية في شرح هذا الباب:

الأول: قول أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني -رحمه الله تعالى - حيث قال في كتابه الإنصاف ص114: "اعلموا - رحمنا الله وإياكم -: أن أهل البدع والضلال من الخوارج والروافض والمعتزلة قد اجهتدوا أن يدخلوا على أهل السنة والجماعة شيئاً من بدعهم وضلالهم، فلم يقدرواعلى ذلك، لذب أهل العلم ودفع الباطل، حتى ظفروابقوم في آخر الوقت ممن تصدى للعلم ولا علم له ولا فهم، ويستنكف ويتكبر أن يتفهّم وأن يتعلّم، لأنه قد صار متصدّراً معلماً بزعمه فيرى -بجهله- أن عليه في ذلك عارّا وغضاضة، وكان ذلك منه سببا -إلى ضلاله وضلال جماعته من الأمة".اهـ.

الثاني: قول الراغب الأصبهاني -رحمه الله تعالى-: "لاشي ء أوجب على السلطان من رعاية أحوال المتصين للرياسة بالعلم. فمن الإخلال بها ينتشر الشرّ، ويقع بين الناس التباغض والتنافر ... ألخ وقال: ولما ترشح قوم للزعامة في العلم بغير استحقاق، واحدثوا بجهلهم بدعاً استغنوا بها عامة، واستجلبوا بها منفعة ورياسة، فوجدوا من العامة مساعدة بمشاركتهم لهم، وقرب جوهرهم منهم، وفتحوا بذلك طرقاً مُنْسَدةً ورفعوا به ستوراً مسبلة وطلبوا منزلة الخاصة فوصلوها بالوقاحة، وبما فيهم من الشَّرهِ، فبدعوا العلماء وجهَّلوهم اغتصاباً لسلطانهم، ومنازعة لمكانهم، فأغروا بهم أتباعهم حتى وطؤوهم بأظلافهم وأخفافهم، فتولد بذلك البوار والجور العام والعار" اهـ.

فهذان النصان الجميلان أدعوا أهل العلم وطلابه لتأملها ن والنظر في معناهما ن وتأمل واقع المسلمين اليوم على ضوء ما شرحه هذان العالمان الكبيران. هل حلّ بالنا ما حلّ من انحراف بعض الشباب في معتقده، وظهور بوادر الفتن، وتجرؤ الصغار على كبار الأئمة و"علماء الدعوة" وخروجهم على طريقتهم المستقاة من الكتاب والسنة والأثر مع معرفة تامة بمقاصد الشريعة ومواقع المصلحة- إلآ لإختلال الميزان الذي يوزن به العلماء، وارتقاء من لاعلم له إلى مصاف الكبار؟

لقد صدق الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وهو صادق، عندما قال: "إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سؤاله كثير معطوه العمل فيه قائد للهوى. وسيأتي بعدكم زمان قليل فقاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه الهوى فيه قائد للعمل. اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من بعض العمل"

قال الحافظ في الفتح: "سنده صحيح، ومثله لا يقال من قبل الرأي" أهـ

وقد أخرج هذا الأثر - أيضاً - الإمام مالك في الموطأ 1/ 173 عن يحي بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان: "إنك في زمان كثير فقاؤه ... " إلى آخره.

ثم قال بن عبد البر: "والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا كالبرهان" أهـ. هذا في زمانه - رحمه الله- فكيف بزماننا هذا؟؟.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 10 - 08, 07:04 ص]ـ

رحم الله شيخنا النبيه الشيخ عبد السلام، وجمعنا الله به في دار السلام.

جزاك الله خيرا أخي ابن نصار، ولا أدري لماذا لم تضع الهمزة أمام اسمك؟:)

يقابل التحذير من هؤلاء التحذير ممن يغمطون طلبة العلم حقهم ويحطون من قدرهم، فإنّ في بعض البلاد ينتشر الحسد! فلربما يكون طالب العلم هذا طالبَ علم مؤصل لا يتكلم إلا بعلم وتأصيل، ويُحْسن أن يقول: لا أدري، ولكنّ البعض يتجنبه، بل وربما يبقى واحدهم على جهله، ولا يسأل من هو أفقه منه حسدا من عند أنفسهم، ومن الألفاظ التي تروج عند هؤلاء - لا كثّرهم الله تعالى - فلان متعالم!!

ولو يفقه هؤلاء، ونظروا في بدايات كثير من علمائنا لوجدهم بدأوا طلبة علم وبتشجيع ممن سبقهم في هذا المضمار ترقوا حتى أصبحوا من العلماء.

والمتعالم لا يخفى أمره على طلبة العلم، فإن المتعالم يخبط خبط عشوا! ولا يملك شيئا من التأصيل، وعادةً أغلب المتعالمين إنما يكونون من مبتدئي طلبة العلم، الذين لم يقطعوا شوطا في الطلب، ولا تتلمذوا على أيدي المشايخ والعلماء، ولذا فأمرهم ظاهر عند طلبة العلم.

والله الموفق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير