[رد القول بأن ابن حبان يورد في ثقاته من لايعرفه، ويريد بذلك تعديله]
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[20 - 02 - 03, 06:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد ...
فقد اطلعت على موضوع في بعض المنتديات الإسلامية حول ثقات الإمام ابن حبان – رحمه الله تعالى -، ومحتواه أن ابن حبان قد يذكر في ثقاته من يصرح فيهم بعدم معرفته لهم، وأن مقصد ابن حبان في ذلك هو تعديله لمن كان هذا حاله. ثم أخذ صاحب المقالة يذكر جماعة من صرح فيهم ابن حبان بعدم معرفته لهم.
قلت: وقد ذهب إلى ذلك من قبل الإمام ابن عبد الهادي – رحمه الله تعالى - في كتابه: ((الصارم المنكي)) ص (103 - 105).
ولكن الصواب أن من ذكره ابن حبان في كتابه الثقات وصرح بعدم معرفته له، فليس مراده في ذلك تعديله، أو قبول روايته؛ بل مقصده هو من أجل معرفة من كانت له رواية فحسب، لا من أجل الإعتماد عليه فيما يرويه، والدليل على ذلك ما ذكره ابن حبان نفسه في كتاب ((الثقات)) (7/ 326) في ترجمة الفزع: ((شهد القادسية، يروي عن المقنع، وقد قيل: إن للمقنع صحبة، ولست أعرف فزعًا، ولا مقنعًا، ولا أعرف بلدهما، ولا أعرف لهما أبًا، وإنما ذكرتهما للمعرفة لا للإعتماد على ما يرويانه)).
فعلم من ذلك أن إيراد ابن حبان للمقنع، وللفزع، ولمن كان على شاكلتهما لا يريد بذلك التعديل، أو الإعتماد على مروياتهم؛ بل مجرد المعرفة بهم فحسب.
فإن قيل: لماذا لم يذكر ابن حبان مقصده هذا في كل من كان على شاكلة المفزع والمقنع؟
قلت: ابن حبان ليس مطالبًا أن يوضح منهجه في كل ترجمة يوردها في ثقاته، فيكفي الإشارة في مواضيع قليلة لدلالة على منهجه العام في كتابه، وهذا كان شأن المتقدمين عمومًا في مصنفاتهم، فكانوا قلما ما يوضحون مناهجهم في تصانيفهم، وكتاب التاريخ الكبير للبخاري خير شاهد على ذلك.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا
وكتب: خليل بن محمد العربي
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[21 - 02 - 03, 03:30 م]ـ
للرفع
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[22 - 02 - 03, 09:08 ص]ـ
بسم الله
أحسنت أخي طالب العلم
وللفائدة قال شيخنا العلوان حفظه الله: يخطئ من يقول لمن ذكر ابن
حبان في ثقاته وثقه ابن حبان، والصواب أنه لا يقال وثقه ابن حبان إلا
لمن نص على توثيقه، وأما مجرد ذكره في الثقات فيقال ذكره في ثقاته
، وما نص ابن حبان على توثيقه خارج كتابه الثقات فهو معتمد