[دحض افتراءات عباد الصليب على نساء الأندلس السليب]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[09 - 10 - 08, 02:01 م]ـ
[دحض افتراءات عباد الصليب على نساء الأندلس السليب]
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
بعد سقوط غرناطة سنة 1492م زال حكم المسلمين للأندلس نهائيا. فرأى بعض المسلمين الأندلسيين أنه لا مقام لهم بين ظهراني الكفر فهاجروا إلى بلاد المغرب و انتشروا في البلاد الإسلامية. و منهم من ضعف و تنصر حقيقة لا تقية. ومنهم من بقي مسلما محافظا على إسلامه و رفض التنصر و لو تقية بل رفض حتى الهجرة إلى أرض المسلمين وهذا قد لاقى الاضطهاد و القتل حتى. ومنهم من حيل بينه و بين الهجرة و رأى الانحناء أمام العاصفة و التنصر تقية في انتظار منقذ قد يعبر مرة أخرى جبل طارق, فقد كانوا رحمهم الله لا يتصورون أنهم سيُنسون و أن بلاد الأندلس ستعيش طويلا تحت حكم الكفر.
هذه الطائفة الأخيرة من المسلمين الأندلسيين هي التي طبقت فيها الأحكام الظالمة لمحاكم التفتيش و هي التي عاشت المحن من أجل تمسكها بالإسلام فنسأل الله أن يرحمهم و يسكنهم جنات النعيم.
و قد لعبت المرأة المسلمة الأندلسية دورا حاسما في ثبات الناس على الإسلام و ضحّت بالغالي و النفيس حتى يستمر دين التوحيد في بلاد أضحى فريسة للصليب و لخدّامه من الرهبان و القساوسة المتعصبين ضد الأسياد الحقيقيين للأندلس.
يقول الدكتور التونسي عبد الجليل التميمي المختص في شؤون الأندلسيين:" كذلك قدمت المرأة المورسكية نموذجا فريدا و مشرفا لهذه الملحمة البطولية التي عرفها المجتمع المورسكي خلال القرن السادس عشر, حيث جسمت بادئ الأمر المقاومة اليومية لمحاكم التفتيش إذ يتوقف عليها وحدها تحضير نوعية المآكل غير المحرمة و تلقين الأبناء تعاليم الدين و المحافظة على أسرار العائلة" (1)
فأمام فرض الكنيسة على الأندلسيين أكل الخنزير و شرب الخمر و مخالفة العادات الإسلامية أثناء المأكل و المشرب قامت المرأة الأندلسية بمخالفة أوامر الكنيسة و التحرز أثناء الطبخ من كل ما قد تكون فيه شبهة الخنزير و الخمر خصوصا وأنها مستأمنة من طرف الزوج و الأولاد. بل منهن من أكل لحم الخنزير عن غير قصد فلمّا علمن أنه خنزير أدخلن أصابعهن في أفواههن و تقيّأن. كحالة إيزابيل لا كوردا Isabel La Gorda " التي دعيت من طرف مسيحية لتناول طعام معها, وقد قدمت لها أكلا التهمته بشهية, إلا أنه بعد أن تناولتا الغداء وجاء الحديث بأن المشوي الذي قدم لها, كان لحم خنزير, وضعت إيزابيل لا كوردا أصابعها في فمها و تقيأت كل ما أكلته" (2)
هذه المواقف الشجاعة المتواترة عن المرأة المسلمة أزعجت محاكم التفتيش الإسبانية فقد أصبحت هي مصدر ثبات الأندلسيين على الإسلام رغم سنوات من فرض التنصير عليهم. فاستعملوا ضدهن كل وسائل العنف و القهر و التعذيب و لم يتوانوا في شنقهن و إحراقهن.
و من أخبث الوسائل التي استعملها النصارى ضدهن هي ما يسمى اليوم بالحرب الإعلامية فقد أشاعوا في كتبهم التي عاصرت مأساة تنصير المسلمين بإسبانيا أن النساء المسلمات وخاصة بغرناطة كن بائعات للهوى و يغرين ذكور النصارى بجمالهن الفتّان و قد نجحوا للأسف إلى حد ما في نشر هذه الصورة عن نساء الأندلس. فتجد صورة المرأة الأندلسية بالروايات و الكتب الأدبية هي تلك المرأة التي تطل من نافدة بيتها متبرجة و عليها من مظاهر الزينة ما لا يتصوّر و هي على هذه الحالة الماجنة تستمع لغزليات عاشق. و لا حول و لا قوة إلا بالله.
و هدف موضوعي هذا هو محاولة رفع هذا الظلم عن نساء الأندلس و كفى بالرمي بالتبرج و السفور و المجون ظلما.
1 - افتراءات على المرأة المسلمة
انظروا يرحمكم الله إلى مايقوله الخبيث الصليبي الإسباني مارمول كارباخال -وهو من قلائل المؤرخين الذين عاصروا محنة تنصير المسلمين بإسبانيا في القرن السادس عشر- انظروا كيف يهاجم الدين الإسلامي ونبينا محمد صلى الله عليه و سلم و كيف يحاول تشويه صورة المرأة المورسكية المسلمة. و هذه الصورة التي نقلها هي التي كانت في ذهن الإسبان قرونا عن المسلمين و لازالت مستمرة إلى اليوم, فمارمول الخبيث هذا من كبار مؤرخيهم.
¥