فأين من جرد التوحيد خالصاً لله ممن استغاث بغير الله وسأل غير الله مالا يقدر عليه إلا الله من النصر والرزق وسؤال الذرية وشفاء الأسقام؟!!
وأين من تولى الصحابة والآل جميعا، ممن سب الصحابة وكفّرهم؟!
إلى غير ذلك مما نرى أن مجرد المقارنة انتقاص لمشايخنا، كما قال الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره
إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
الكفار أعدل من حيدر
من قرأ المقالات التي سطرها خليل حيدر ضد دعوة أهل السنة، يعرف أن حقيقة الحنق الذي يحمله يفوق في شدته ما يحمله بعض الكفار الأصليين من أهل الكتاب لأهل السنة والجماعة، بل وجدنا من أهل الكتاب من أنصف دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وحكم عليها بما يوافق الواقع دون شطط ولا وكس، فهذا «ديفيد كوبر» أحد المستشرقين يقول عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: «لم يكن في دعوة الشيخ جديد لأنه كان يرى علاج المشكلات جميعا في العودة إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من السلف الصالح».
travelers Accounts AS asource for the study of nineteenth century wahhabism
محض افتراء
لما كانت عقيدة أهل السنة والجماعة محجة بيضاء أساسها الكتاب والسنة بفهم الصحابة والتابعين أعيت الحجة خليل حيدر أن يظهر أي مضادة للسلفيين للكتاب والسنة، ففزع إلى الفرية ليفرج بها مضايق عجزه عن محاجة أهل السنة، فكان مما افتراه قوله: «وقد قمع السلفيون في الجزيرة العربية كما هو معروف بقية المذاهب الإسلامية السنية وغير السنية، وعادوا على نحو خاص مذهب أهل الرأي أي الأحناف، وفسحوا المجال واسعا لمذهب أهل الحديث والحنابلة»، فهذا إفك مفترى فهذا العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله من علماء المذهب المالكي من دولة موريتانيا منحته الدولة السعودية الجنسية، وجعلته يدرس في المسجد النبوي والجامعة الإسلامية، وكذلك الشيخ عطية سالم رحمه الله من مصر منحته الدولة السعودية الجنسية، وجعلته يُدرس في المسجد النبوي موطأ الإمام مالك رحمه الله، وكذلك علامة باكستان الشيخ بديع الدين الراشدي السندي رحمه الله جعلته الدولة السعودية يدرس صحيح البخاري في الحرم المكي، والكل يعرف أن أحمد بن حنبل رحمه الله تلميذ الشافعي رحمه الله وأفاد الشافعي أيضا في علم الحديث، والشافعي تلميذ مالك، فكيف يقول خليل حيدر ان السلفيين يحاربون سائر المذاهب؟!
هذا إن دل فإنه يدل على جهل فاضح لم يحسن معه خليل حيدر صناعة الافتراء على وجه يمكن رواجه.
الحق لايُطلب من خصوم الامام ابن عبد الوهاب
خليل حيدر نقد دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بما اورده من النقد لخصوم أهل السنة والجماعة، وعلى رأس أولئك الذين استعان بأراجيفهم «البوطي» فأنى لخليل حيدر ان يهتدي للحق وينصف دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب وقد جعل اعداءها عياراً عليها.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: «ان الانسان ان لم يتعمد ان يلوي لسانه بالكذب أو يكتم بعض ما يقوله غيره، لكن المذهب الذي يقصد الانسان افساده لايكون في قلبه من المحبة له ما يدعو إلى صوغ ادلته على الوجه الاحسن حتى ينظمها نظما ينتصر به، فكيف إذا كان مبغضا لذلك» نقض تأسيس الجهميه «2/ 344».
إذا عرف السبب بطل العجب
دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عالمية تلقاها المنصفون بالقبول، فالامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله كتب اصول دعوته وعقيدته في وثيقة واودعها في مكة وأقرها علماء المذاهب جميعا في مكة والمدينة وقتها، وهذه الوثيقة مطبوعة ضمن «الدرر السنية «1/ 314 - 317»، ومازالت تحتفظ بها الدولة السعودية، ولعل خليل حيدر ان ينسق مع السفارة السعودية ليتسنى له زيارة المملكة العربية السعودية للاطلاع على الوثيقة، وحسبي هنا ان انقل كلام الاستاذ خير الدين الزركلي وهو ليس سعوديا وهو يتحدث عن عالمية دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب وتلقي علماء الامصار لها بالقبول حيث قال: «محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي النجدي زعيم النهضة الدينية الاصلاحية الحديثة في جزيرة العرب، وكانت دعوته، وقد جهر بها سنة 1143هـ – 1730م، الشعلة الأولى لليقظة الحديثة في العالم الاسلامي كله، إذ تأثر بها رجال الاصلاح في الهند، ومصر، والعراق، والشام، وغيرها» الاعلام «6/ 257».
¥