تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورسالة اقرار سليمان بن عبدالوهاب على نفسه بالخطأ موجودة محفوظة ذكرها العلامة المجدد عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ رحمه الله في كتابه «مصباح الظلام» ص105 ــ 108، حيث جاء فيها: «من سليمان بن عبدالوهاب إلى الاخوان: حمد بن محمد التويجري، وأحمد ومحمد ابني عثمان بن شبانة.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته «وبعد»: .. ، ولكن يا اخواني معلومكم ما جرى منا من مخالفة الحق، واتباعنا سبل الشيطان، ومجاهدتنا في الصد عن اتباع سبل الهدى.

والآن معلومكم لم يبق من أعمارنا الا اليسير والأيام معدودة، والأنفاس محبوسة، والمأمول منا ان نقوم لله ونفعل مع الهدى أكثر مما فعلنا مع الضلال، وان يكون ذلك لله وحده لا شريك له، لا لما سواه، لعل الله يمحو عنا سيئات ما مضى وسيئات ما بقي .. الخ الرسالة».

وقد جاءه الجواب من الشيخين حمد التويجري وأحمد بن عثمان الشبانة على النحو الآتي: «الأخ سليمان بن عبدالوهاب، زادنا الله وإياه من التقوى والإيمان، وأعاذنا من نزغات الشيطان.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد ابلاغ الشيخ وعياله وعبدالله واخوانه السلام.

وبعد: فوصل إلينا نصيحتكم جعلكم الله من الائمة الذين يهدون بأمره، الداعين إليه وإلى دين نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فنحمد الله الذي فتح علينا وهدانا لدينه .. ، إلى ان قالا: فالمأمول والمبغي منا ومنكم ومن جميع اخواننا التبيين الكامل الواضح، لئلا يغتر بأفعالنا الماضية من يقتدي بجهلنا، وان نتمسك بما اتضح وابلولج من نور الإسلام، وما بين الشيخ محمد رحمه الله من شريعة النبي صلى الله عليه وسلم». مصباح الظلام ص108 ــ 112.

ثالثا: لو قُدر ان سليمان بن عبدالوهاب لم يتراجع، فإن نقده للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله يجب ان يوزن بموازين الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، واذا فعلنا ذلك تبين خطأ سليمان بن عبدالوهاب وصواب الإمام محمد بن عبدالوهاب ولزومه للكتاب والسنة واجماع الأمة.

ولنضرب لذلك بمثل مما استدل به خليل حيدر.

ففي صحيفة «الوطن» بتاريخ 30 رمضان 1429 هـ، نقل خليل حيدر عن سليمان بن عبدالوهاب قوله ان أهل البدع الذين قالوا بـ «خلق القرآن»، رد عليهم العلماء وبينوا باطلهم من الكتاب والسنة واجماع علماء الأمة، ولكن ما كفروهم.

فهذا برهان واضح على خطأ سليمان بن عبدالوهاب، وان الحق في جهة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وهو دليل على جهل خليل حيدر بمقالات المذاهب وحقائقها ومقالات العلماء فيها.

فالقرآن كلام الله، وكلام الله صفته فالقائل بأن القرآن مخلوق حقيقة قوله إن الله مخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وحقيقته إلغاء الدين كله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «القول بأن كلام الله مخلوق منفصل عنه قول باطل، وهو شعار الجهمية، وهو في الحقيقة تكذيب للرسل».

الاستقامة «1/ 137».

واما الاجماع بتكفير القائل بخلق القرآن فلا يجهله إلا خليل حيدر، قال عمرو بن دينار رحمه الله: «ادركت تسعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر» اصول أهل السنة «2/ 252» وهذا النقل عن هذا القدر من الصحابة لأن بدعة خلق القرآن ظهرت في آخر عهدهم.

قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: «سمعت الناس منذ تسعة واربعين عاما يقولون: من قال القرآن مخلوق فامرأته طالق ثلاثا بتة، لأن امرأته مسلمة، والمسلمة لا تكون تحت كافر». اصول أهل السنة «2/ 270».

قال اللالكائي رحمه الله: «فأي اجماع أقوى من هذا».

وقال أبو محمد يحيي بن خلف المقري: كنت عند مالك بن أنس سنة ثمان وستين فأتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ قال كافر زنديق. شرح اصول اعتقاد أهل السنة «2/ 275».

وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «من زعم ان اسماء الله مخلوقة فهو كافر». شرح أصول اعتقاد أهل السنة «2/ 240».

وقال خلف بن هشام البزار المقري رحمه الله: «من قال ان أسماء الله مخلوقة فكفره عندي أوضح من هذه الشمس». أصول أهل السنة «2/ 232».

وقال الإمام الشافعي رحمه الله: «من قال القرآن مخلوق فهو كافر». أصول أهل السنة «2/ 279».

والإمام أبو القاسم اللالكائي رحمه الله بعد ان نقل أقوال مئات من العلماء في تكفير القائل بخلق القرآن ختم بقوله: «فهؤلاء خمسمئة وخمسون نفسا أو أكثر من التابعين واتباع التابعين والائمة المرضيين سوى الصحابة الخيرين على اختلاف الاعصار ومضي السنين والأعوام، وفيهم نحو من مئة إمام ممن أخذ الناس بقولهم وتدينوا بمذاهبهم، ولو اشتغلت بنقل أقوال المحدثين لبلغت اسماؤهم ألوفا كثيرة، لكن اختصرت وحذفت الاسانيد للاختصار ونقلت عن هؤلاء عصرا بعد عصر لا ينكر عليهم منكر، ومن انكر قولهم استتابوه، أو امروا بقتله، أو نفيه، أو صلبه».

شرح أصول أهل السنة «2/ 344».

وبهذا يتبين ان الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله موافق للإجماع، وأن سليمان بن عبدالوهاب وخليل حيدر منابذون للجماعة.

فعقيدة أهل السنة وأئمتهم كشيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبدالوهاب رحمهم الله محجة بيضاء، والتفت ياحيدر إلى طامات الخميني وورثته كأحمدي نجاد فإن لك في البدع شغلا، فإن لم تفعل فسنظهر لك طاماتهم.

والحمد لله رب العالمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير