فالناس محاسبون بأعمالهم إن خيراً أو شراً في (التوراة) [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4) و (الإنجيل) [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5) والقرآن، ثم جاء الشيطان وتكلم على لسان (بولس) بما تكلم به من قبل على لسان أناسي كثيراً في مصر والهند وأيرلندا والعراق وفارس وغيرهم. وقبل الناس.!!
ولكن كيف قبل الناس؟
أتاهم من قبل ما يحبون، قال لهم إنكم لا تنفكون عن الخطيئة، والخطيئة في حق الله، ولا يكفر عنها إلا الله بموته بينكم، فـ (الله) قد نزل ومات من أجلكم!! .. الله يحبكم ولذلك قد حمل عنكم أوزاركم. وما عليكم سوى أن تصدقوا .. فقط تصدقوا بعقيدة الفداء. وفرح المعرضون المنشغلون بلذاتهم، المستثقلون للعبادة.
والعجيب أنهم يقولون لنا حين يواجهوننا اختر بين إله تتعب من أجله وإله يتعب من أجلك.
ولو صدقوا مع أنفسهم لقالوا قد اختر بين أن تكون عبداً وأن تكون معبوداً. فحقيقة الأمر أن الرب أصبح عندهم عبداً والعبد رباً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولو صدقوا مع أنفسهم لعلموا أن الله لا يتجسد، ولا يحتاج للتجسد والقتل من أجل غفران الخطيئة، الله هو الغفور الرحيم، يغفر الذنوب جميعاً، والله هو العزيز الحكيم، لا تضره معصية العاصين ولا تنفعه طاعة الطائعين، ولو سلمنا بعقيدة الفداء فإنه لا بد من موت (الله) كي تذهب الخطيئة.
فالخطيئة لا تمحى إلا بموت (الإله) ـ بزعمهم ـ فإن سلمنا بقولهم فقد مات الله. وإن لله وإن إليه راجعون.!!
ألا ما أخف تلك العقول.
وشيء آخر هو أن قصة الصلب من أجل الفداء تكلم بها الشيطان على لسان (بولس)، لم يتكلم بها المسيح ـ عليه السلام ـ لم يقل المسيح صراحةً أنه هو الله متجسداً أو ابن الله ـ بنوة نسب ـ فضلاً عن أن يقول أنه جاء ليصلب تخليصاً لخطايا الناس، بل نص ـ كما مرَّ ـ على أن الناس مؤاخذون بأعمالهم. ونص على أنه عبد الله ورسوله.
هو الشيطان يأتي الناس من قبل ما يحبون، يخدعهم، ثم يوم القيامة يخزيهم وينادي فيهم {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [إبراهيم: 22]
الوسطاء بين الله والناس.
خدع الناس بأن مقام الألوهية عالٍ لا يستطيع الناس أن يصلوا إليه من تلقاء أنفسهم، فعليهم أن يتخذوا بينهم وبين الله وسطاء، من الصالحين، يعبدوهم ليقربوهم إلى الله زلفى. فكانت الأصنام وكانت الأبقار والفئران والفروج والنيران، يتمسحون بها ويقفون أمامها في خشوعٍ كاذب، ويقدمون لها القرابين، يصرفون لها العبادة، يقولون تقربنا إلى الله!!، وانخدع العوام بهذا الأمر. وفرح به الملأ، الذين يعرفون الحق وهم له معرضون.
فرح العوام إذ أنه دين سهل لا أمر فيه ولا نهي، فرح العوام لأنهم يحبون أن يكون معبودهم بين أيديهم .. يحسونه {اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، وفرح الملأ المجرمون إذ أنهم هم الآمرون الناهون على الحقيقة، فالأصنام لا تأمر ولا تنهي، والأبقار والأشجار والتماسيح وباقي المعبودات لا أمر لها ولا نهي وإنما سدنتها المجرمون.
عرف إبليس من أين يأتي الناس. عوامهم وخواصهم.
وقد أعطيت تفاصيل أخرى في عرضي للسيرة النبوية من وجهة نظر عقدية تحديداً في شرح فترة الجاهلية في الفترة المكية.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - 10 - 08, 12:28 ص]ـ
للرفع