و لا تظن أن النساء كلهن سواء فوالله إن منهن من تفر بدينها و لا تجد أين ... فهذه الأخت زوجها الأول لا يصلي و يشرب الخمر و صبرت معه إلى أن جعل الله لها مخرجا بالطلاق ... ثم تزوجت زوجها الثاني بحثا عن الدين و تفاجأت برجل لا يحب العمل و يعيش من مالها و يأخذ القروض الربوية باسمها .... فاستفتت في امره و قال لها بعض الشيوخ هذا مال حرام و لا يجوز أن تسمحي له بالتلاعب ... فعندما و اجهته عدة مرات قدم وعود كثيرة و عاد لنفس الأمر .. حتى وصل الأمر إلى طلبه طلبات محرمة شرعا بإجماع الأئمة الأربعة و هو يقول بل هناك خطأ في فهم النصوص من طرف العلماء و يبيح مثلا الجماع من الدبر ... فماذا تقول أنت لهذه الأخت .. تكفرين العشير!! لا و الله ما هو بكفران للعشير إنما هو طاعة لله .. إن هذه المرأة ملت من العيش عند رجل لا يهمه ان يكون ماله حراما و لا يسأم في البحث عن الفتاوى التي تلبي رغباته و مصالحه ... و يعد و لا يفي بوعوده ... و لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...
و قد تذكرت قول ابن القيم رحمه الله فيما معناه: إن الذي يتتبع زلة كل عالم أو خطأ كل عالم في الإفتاء إنما هو أشر الناس ...
كما حفظ الإسلام حقوق الزوج حفظ حقوق الزوجة ...... و اعلم يا أخي ان الظلم ظلمات يوم القيامة و قد أوصى الرسول صلى الله عليه و سلم بالنساء خيرا ... و ما كان أمر هذه المرأة نكران للعشير ... بل تصرفت تصرفا لا يخرج عن نطاق حدود الشرع ... ألا تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم مع زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنه .. كيف قال لها ردي عليه حديقته ... أليست المراة كالأسير و يمكن لها أن تفتدي لتخلع من زوجها إن آذاها ...
وليس مقبولا من حضرتك الجمع بين الفتاوى والنصوص بهذا السياق، لأن الفتاوى اجتهادات العلماء في الوقائع المعينة وهو جهد بشري يقع فيه الخطأ والصواب. وأما النصوص فهي من الكتاب والسنة. ولو أن الناس اتبعوا النصوص لاهتدوا، ولما بقي ظلم على وجه الأرض، ولكن الواقع كما قال تعالى: "وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ".
يقول جل و على في كتابه العزيز:
"هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ"
فلو أن كل الناس لديهم الفهم الصحيح للنصوص لما حدث اختلاف ... بل المأساة أن كل يأول النصوص على هواه و يستشهد بما يراه مناسب ... كمن قال إن الحكم إلا لله .. و رد عليه الخليفة الراشد: كلمة حق أريد بها باطل ...
و ما كان الهدف سوى سؤال أهل الذكر لأنني لست إلا متطفلة على بحر من العلوم ... أسأل الله أن يفتح علي بما يكفيني لأكون من المتقين ..
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[15 - 10 - 08, 01:25 م]ـ
حسنا ... بما أن المسألة إجتهادية ... ما هي حدود تطبيقها ... فمثلا الزوج رضي بالطلاق أولا و وافق ... ثم انسحب و تراجع ... أيهما نعتمد ... قراره الأول أم الثاني
إذا رجع عن قوله بعد أن نطق بالطلاق فلاينفعه رجوعه، وإن كان وعد ثم أخلف فهذا لايعتبرا مطلقا.
الامر سهل عندما يكون الزوجين يعيشان في بلد مسلم .. و لكن في بلد كافر و هذا هو الوضع بالنسبة لهذه الأخت ... فلا يوجد قضاء إسلامي أو حاكم ... لهذا لجأت الأخت لإمام المسجد ...
تفاجأت برجل لا يحب العمل و يعيش من مالها و يأخذ القروض الربوية باسمها ... فاستفتت في امره و قال لها بعض الشيوخ هذا مال حرام و لا يجوز أن تسمحي له بالتلاعب ... فعندما و اجهته عدة مرات قدم وعود كثيرة و عاد لنفس الأمر .. حتى وصل الأمر إلى طلبه طلبات محرمة شرعا بإجماع الأئمة الأربعة و هو يقول بل هناك خطأ في فهم النصوص من طرف العلماء و يبيح مثلا الجماع من الدبر ...
إمام المسجد في هذه الحالة أو من نصب نفسه للقضاء الشرعي وكان عالما به، لهم الحق في فسخ النكاح إن ثبتت لديهم دعاوى الزوجة.
و هو يقول بل هناك خطأ في فهم النصوص
لايوجد خطأ في فهم النصوص إلا من جهته - إن ثبت ذلك عنه- أو من هم على شاكلته من أهل الأهواء، لأن النصوص الصريحة الواضحة في تحريم هذا الفعل أشهر من أن تذكر. وهذا الفعل وحده يكفي في فسخ النكاح إن لم يتب الزوج.
والله أعلم
ـ[أمة الرحمن الرحيم]ــــــــ[16 - 10 - 08, 07:20 ص]ـ
إمام المسجد في هذه الحالة أو من نصب نفسه للقضاء الشرعي وكان عالما به، لهم الحق في فسخ النكاح إن ثبتت لديهم دعاوى الزوجة.
جزاكم الله خيرا ... وقد وصلت الأخت إلى حل و لله الحمد بهذه الطريقة ... أي بالرضى في التحاكم إلى الإمام ... و قد حصلت على الطلاق ...
نسأل الله العظيم أن يزيدكم من فضله و يؤتيكم الحكمة و يفتح عليكم ...